جدل ألماني حول الالتزام بخطة التخلي عن الفحم
انتقدت اتحادات اقتصادية كبرى ونقابات عمالية أمس الحكومة الألمانية في خطاب اتهمتها فيه بإغفال التنسيق في خطط التوقف عن استخدام الفحم في توليد الطاقة.
وبحسب "الألمانية"، فقد كتب ديتر كيمبف، رئيس اتحاد الصناعات الألماني، وإريك شفايتسر رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية في خطاب إلى بيتر ألتماير وزير الاقتصاد الألماني، أن "التصورات الحالية للوزارة عن وقف محطات الطاقة العاملة بالفحم عن العمل تثير مخاوفنا".
وشارك في توقيع الخطاب شتيفن كامبتر، المدير التنفيذي الرئيس للاتحاد الألماني لأرباب العمل، وشتيفان كروتسل عضو مجلس إدارة الاتحاد الألماني للنقابات العمالية.
وبحسب الخطاب، الذي نشرته صحيفة "فيلت" الألمانية الصادرة أمس، يتهم الموقعون الحكومة الألمانية باستبعاد أجزاء مهمة من توصيات اللجنة الحكومية الخاصة بقضية الفحم، التي صيغت كـ"حزمة شاملة"، خلال التخطيط لقانون جديد بشأن وقف استخدام الفحم في توليد الطاقة.
وجاء في الخطاب "عندما تركز وزارة الاقتصاد الألمانية على تشريع بشأن التوقف عن استخدام الفحم، وتعلن أنها غير مختصة بموضوع تخفيض الأعباء الخاصة بأسعار الطاقة، فإن ذلك يتعارض مع التعهد بتطبيق توصيات اللجنة كحزمة شاملة".
ووافق مجلس الوزراء الألماني الأربعاء الماضي على مشروع قانون لإعادة هيكلة المناطق، التي ستتضرر بسبب التوقف التدريجي عن استخدام الفحم في توليد الطاقة.
وينص مشروع القانون على تقديم مساعدات بالمليارات لهذه المناطق في ولايات براندنبورج وسكسونيا وسكسونيا- أنهالت وشمال الراين- ويستفاليا، حيث تعتمد آلاف الوظائف على قطاع الفحم.
ومن المنتظر أن يوضح هذا القانون بالتحديد متى وأين سيجري وقف العمل في مناجم الفحم ومحطات الطاقة المعتمدة عليه.
ويظل الفحم ثاني أكبر مصدر أساسي للطاقة في العالم بعد النفط، وأكبر مصدر لتوليد الكهرباء، ومن المقرر أن تتوقف ألمانيا تدريجيا عن استخدام الفحم الملوث للبيئة في إنتاج الطاقة بحلول عام 2038، حسبما قررت لجنة حكومية ضمت ممثلين عن الأوساط الاقتصادية والنقابات ونشطاء حماية البيئة، نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، واقترحت ما لا يقل عن 40 مليار يورو "45.7 مليار دولار"، ويقل هذا المبلغ عن نحو 60 مليار يورو كانت تلك الولايات قد طلبتها، مساعدات للمناطق التي ستتأثر بخطة الإغلاق التدريجي.
والخطة المقترحة في القلب من استراتيجية ألمانيا للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، التي شكلت أكثر من 40 في المائة من مزيج الطاقة العام الماضي، متفوقة على الفحم للمرة الأولى.