مشكلتنا الحقيقية في الجوهر والدفاع !
نحتاج إلى القليل من الهدوء وحبس الانفعالات التي أوقعت الكثير من محبي الأخضر السعودي في ( اللغط ) والتجني والاتهام، ورفع الصوت بعد الخسارة أمام كوريا الجنوبية، واختلطت الميول بالجهل وأحيانا البحث عن الشهرة وثارت الأفواه ولم تتحد قط، كل يغني على ليلاه دون أن نصل إلى حلول جذرية نعالج من خلالها وضع منتخبنا الحالي.
أتذكر جيدا قبل مشاركتنا بفترة قصيرة في مونديال 2002م في اليابان وكوريا ما أسره لي أحد المسؤولين المقربين من المنتخب السعودي في تلك الفترة بأن مشكلتنا الحقيقية تكمن في الدفاع المهزوز السهل اختراقه رغم أن الإعداد كان(الأقوى) في تاريخ الكرة السعودية من حيث برمجة المباريات الودية وتجهيز الإمكانات وملاعب التدريب، إلا أن الدفاع (سيهد) كل ما قمنا به من عمل جبار.
ومنذ ذلك الحين وحتى لقاء كوريا الجنوبية ظل دفاعنا الأضعف وغير قادر على التصدي للمهاجمين، وأصبح الدفاع مشكلتنا الأزلية، ولا أدري من المسؤول عن تقديم أسماء لامعة في هذا الخط تعوضنا اعتزال صالح النعيمة، أحمد جميل، محمد الخليوي، عبدا لله سليمان وغيرهم من الجيل الذي قبلهم وسمعنا عنهم ولم نعاصرهم.
مشكلتنا الحقيقية الأولى في الدفاع، والثانية في المدرب ناصر الجوهر الذي لا ينكر أحد اجتهاده وحماسه لتقديم كل ما بوسعه لخدمة شعار وطنه، بيد أن كل ذلك لا يكفي لأن يكون الأكفأ لقيادة الأخضر.
الجوهر وقع في أخطاء لا يمكن أن تقبل فمنذ مؤتمره الصحافي الذي قبل المباراة وهو يبدو مرتبكا في إجاباته، كما أنه كان مصرا على الفوز رغم خسارته بهدف بدليل أنه زج بثلاثة مهاجمين تتابعا أحمد الفريدي، حسن الراهب، ومالك معاذ، وكأن المنتخب الكوري (رابع العالم) صيد سهل يمكن افتراسه، كما كان عازما ألا يفرط في عاملي الأرض والجمهور وكأن الفوز لابد منه رغم كل الظروف.
ولو لعبنا للتعادل لكسبنا الكثير فنقطة قد تؤهلنا كما أنها ستوقف انطلاقة المنتخب الكوري الجنوبي أبرز منافسينا.
الجوهر لم يكتشف أسماء جديدة فعالة أو يقدم بدلاء لامعين، واستسلمنا لغياب ثلاثة عناصر مهمة كما يصفها الجميع، وأنا كرأي شخصي أرى أن ياسر القحطاني هو المؤثر لدرجة (التغيير) في النتائج.
التحكيم مهما أخطأ فهو حدث طارئ ومشكلة وقتية لا تستحق منا (هدر) وقت أكبر نحتاج إليه للعمل ومعالجة الأخطاء.
المرحلة المقبلة لا تقبل أنصاف الحلول، والوقت كاف لإعادة الحسابات ورتق الشقوق، لا نريد أن نتأهل ونأكل خسائر (مفجعة) كثمانية ألمانيا، نريد عملا منظما بعيدا عن المجاملة يقدمنا للعالم كمنافسين أقوياء عندما يحضرون يعرفهم الجميع.