بحزم الرياض .. عدن في مسار الأمل
اجتمع اليمنيون في الرياض عاصمة الحزم والوفاق ليعلنوا أمام العالم أجمع أنه ومهما كانت الخلافات فاليمن دولة وشعبا لا غنى له عن حكمة الشقيق الأكبر ومظلة التحالف الذي بادر لنصرته. اتفاق ترعاه الرياض وتدعمه أبوظبي لإجلاء الغمة وتوحيد الهدف نحو سلام شامل واستقرار دائم يصل صنعاء بعدن وصعدة بالمكلا.
لقاءات ماراثونية بين الفرقاء بتوجيه من خادم الحرمين وقيادة ولي العهد وإشراف نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان أثمرت اتفاقا لا تنقصه التفاصيل السياسية والعسكرية فضلا عن الاقتصادية، التي تصب جميعها في بناء دولة تحكمها الكفاءات وتحميها قيادات وطنية ولاؤها فقط للأرض والوطن.
في الجانب العسكري والسياسي القادم لا مكان في الحكومة المشتركة الوليدة وقياداتها الجديدة لمن انخرط في التحريض والقتال بحسب ما ينص عليه اتفاق الرياض. إضافة إلى بنود تفصيلية لم يغب عنها حصر السلاح لدى مؤسسات وطنية أمنية متعارف عليها. أما في الجانب الاقتصادي التنموي فيشدد الاتفاق على أن يكون البنك المركزي في عدن هو الجهة المعتمدة ماليا لجميع الإيداعات والمصروفات المستقبلية مع مراعاة أن تكون ميزانية الدولة المعتمدة هي المسيطرة وليست الأهواء الشخصية أو الحزبية.
حكومة كفاءات وإخصائيين لا يعنيها خدمة العرق أو الطائفة أو القبيلة بقدر ما تضع نصب عينيها مصلحة الشعب واحتياجاته الآنية والمستقبلية. تخدم الداخل ولا تأتمر بأمر الخارج أيديولوجيا أو سياسيا. وهذا ما يحتاج إليه اليمن ليس الآن فقط بل منذ عشرات السنين التي أسلم أمره فيها لمنطق الجماعة والقبيلة دون قيد أو شرط. حتى تفشى السلاح وتفرقت الزعامات.
ما يصنعه اتفاق الرياض نموذج يحتذى لدولة حديثة تتجاوز واقع الحرب الذي فرضته صراعات تاريخية مريرة وميليشيات حوثية مدعومة من إيران. ودائما بدعم سعودي ومباركة دول عربية وإسلامية تتابعت - من الخليج للمحيط - تباريكهم وتمنياتهم لليمن باستقرار دائم، كان ولا يزال هو بيت القصيد حين تنصر الرياض أشقاءها حربا وسلما.