ضريبة التخلف عن الرحلات بين "السعودية" وهيئة الطيران المدني
تبدأ الخطوط السعودية تطبيق ضريبة التخلف عن الرحلات من خلال نسبة معينة من ثمن التذكرة، وستبدأ الخطوط السعودية تطبيق هذه الضريبة أولا على الرحلات الداخلية. وكانت الخطوط السعودية قد عانت كثيرا من مشكلة تغيب الراكب عن الرحلة - والتي تعرف بـ No Show بمصطلح شركات الخطوط الجوية - بسبب ضعف التنظيم في سوق السفر السعودية سواء سلوك المسافرين أو سلوك وكالات السفر. ومن حق الخطوط السعودية أن تفرض مثل هذا النوع من الغرامات فهي تتكبد خسائر مالية كبيرة عندما تنطلق طائراتها والكثير من مقاعدها خالية، إضافة إلى الخسائر الاجتماعية الكبيرة جراء حرمان الكثير من رحلات كانوا في أمس الحاجة لها. تخلف الركاب أيضا يؤثر في سمعة شركات الخطوط الجوية التي تتنافس على ما يسمى (بنسبة الإشغال) وهي نسبة المقاعد المشغولة إلى عدد المقاعد الكلي. الغريب في هذا الشأن هو عدم ظهور هيئة الطيران المدني في الصورة وهي الجهة المنوط بها العلاقة بين المواطن والمقيم وشركات النقل الجوي. وكانت هيئة الطيران المدني قد وقفت موقف المتفرج مع أخطاء شركات الخطوط الجوية الاقتصادية عندما تعلق رحلاتها فجأة أو تتأخر عن مواعيدها المعلنة دون إخطار الزبون وغيرها من الأخطاء. المتصفح لموقع هيئة الطيران المدني على الإنترنت يدرك وضع الهيئة وغيابها عن مهمة رئيسة منوطة بها وهي العلاقة بين الزبون ومقدم الخدمة، فهيئات الطيران في العالم أجمع تركز على مهامها كمشرع Regulator في الدرجة الأولى. لماذا لا تقوم هيئة الطيران المدني بإعداد الوثائق الحقوقية للمسافر ونشرها على موقعها على الإنترنت؟. سمعت الكثير يتساءل عن حقوق الراكب عند تأخر الرحلات أو إلغائها. فشركات الخطوط تدرك أن هناك من الركاب من سيلحقه أضرار مادية أو اجتماعية عند تأخر الرحلات عن موعدها. وجود علاقة وثيقة وشفافة وآمنة بين الراكب (الزبون) وبين شركة النقل الجوي (مقدم الخدمة) يصب في تطوير هذا القطاع، فالزبون سيقدم أكثر على التعامل مع مقدم الخدمة حين يدرك أن هناك جهة رقابية تحميه وتعيد له حقوقه إن تعرضت الخدمة التي دفع ثمنها لنقص.