إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي .. آفاق جديدة ومخاطر متزايدة

إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي .. آفاق جديدة ومخاطر متزايدة
القطاع الصناعي يشهد ثورة تهديدات باعتماد إنترنت الأشياء.

يمثل إنترنت الأشياء أحد أبرز أعمدة التحول الرقمي في جميع القطاعات، خاصة في رقمنة البنية التحتية للقطاع الصناعي، لما يوفره من بيئة جديدة ومزايا وخدمات تسهل من تطور القطاع وزيادة إنتاجيته بدقة عالية، إلا أنه في الوقت ذاته يعد من أكثر الأهداف استغلالا من قبل مجرمي الإنترنت، وذلك بسبب أن تقنيات تأمين إنترنت الأشياء لم تصل إلى ذروتها ولم تنضج بعد مقارنة بتأمين التقنيات الأخرى.
ففي منطقة الشرق الأوسط، أبدت 69 في المائة من المنشآت الصناعية ثقتها بأن إنترنت الأشياء، بوصفه أحد جوانب العمل الرئيسة، سيسهم في تغيير الحالة الأمنية في نظم الرقابة الصناعية، في حين أن 20 في المائة من المنشآت منحت الحوادث الأمنية المتعلقة بإنترنت الأشياء أولوية متقدمة على سلم اهتماماتها.
وتواصل المنشآت الصناعية تنفيذ معايير الرقمنة المتصلة بحقبة الثورة الصناعية الرابعة على الرغم من تباطؤ السوق جراء جائحة كورونا، حيث كشفت دراسة بحثية حديثة أجرتها شركة ماكينزي آند كومباني عن أن 90 في المائة من المختصين العاملين في قطاعات التصنيع وسلاسل التوريد يخططون للاستثمار في المواهب تعزيزا للرقمنة، وتظهر الدراسة أيضا أن المنشآت التي نفذت مثل هذه المشاريع تشعر بمزيد من الثقة أثناء الأزمات.
وبموازاة ذلك، يسهم العدد المتزايد من مشاريع الرقمنة، مثل إنترنت الأشياء الصناعية، في زيادة الوعي بالمخاطر المرتبطة بها، حيث كشف تقرير “حالة الأمن الرقمي الصناعي في حقبة الرقمنة” من Kaspersky عن أن 8 في المائة من المنشآت في الشرق الأوسط والهجمات على إنترنت الأشياء، أصبحت أحد مخاوفها الرئيسة المتعلقة بالأمن الرقمي، وأن هذه الهجمات باتت أخطر من تهديدات مثل خروقات البيانات بنسبة 15 في المائة، والهجمات على سلاسل التوريد بنسبة 15 في المائة.
ويتطلب التعامل مع التهديدات المحدقة بإنترنت الأشياء تعزيز مشاركة مختصي الأمن الرقمي، لا فرق تقنية المعلومات وحدها، ففي عام 2020، أصبح موظفو أمن تقنية المعلومات في 33 في المائة من الشركات التي شملها الاستطلاع، يعملون على مبادرات لحماية أنظمة التقنيات التشغيلية الرقمية، وتمت الإشارة إلى عدم جاهزية جميع المنشآت الصناعية لمواجهة تهديدات إنترنت الأشياء، فقد نفذت 23 في المائة فقط منها نظما للمراقبة النشطة للشبكات وحركة البيانات، وأدخلت 23 في المائة منها حلول الكشف عن الشذوذ الشبكي، التي تسمح لفرق الأمن بتتبع الأنشطة الغريبة أو الخبيثة في أنظمة إنترنت الأشياء.

الأكثر قراءة