على هامش عام رئاسة المملكة "العشرين" .. منتدى عالمي للإنتاج المستدام في قطاع الصحة
تستضيف السعودية المنتدى العالمي للإنتاج المستدام في قطاع الصحة 2020 خلال الفترة من 18 إلى 19 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، الذي تنظمه الهيئة العامة للغذاء والدواء والأمانة السعودية لمجموعة العشرين، ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة على هامش عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وأمانة فريق العمل المشترك في الأمم المتحدة للتوريد المستدام في قطاع الصحة SPHS، إضافة إلى منظمة الرعاية الصحية دون ضرر HCWH وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي Sida تحت شعار "التعافي بشكل أفضل بعد جائحة كوفيد - 19".
ويستضيف المنتدى، الذي سيقام عبر الاتصال المرئي مجموعة كبيرة من الخبراء، والعلماء، وعددا من المنظمات الدولية، الذين سيناقشون عديدا من التجارب والأفكار الملهمة حول الإنتاج والتوريد المستدام في قطاع الصحة العالمية.
وسيتحدث في المنتدى الدكتور هشام الجضعي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء، وأحمد الحقباني محافظ الهيئة العامة للجمارك، ونيكولاس تروفي سفير السويد لدى السعودية، إضافة إلى أكثر من 25 متحدثا من العلماء والخبراء والمتخصصين.
ويعد هذا المنتدى فرصة كبيرة للموردين، والمصنعين، وواضعي السياسات، والخبراء التقنيين، وكذلك الأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم من المهتمين بمجال الصحة العالمية، لاستكشاف أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدام ومتابعة أحدث الابتكارات، فيما يتعلق بجائحة كوفيد - 19، وما بعدها.
وستناقش جلسات المنتدى عددا من القضايا المهمة مثل السلوك التجاري المسؤول، والأجهزة الطبية والسلامة، وسلامة الغذاء وتقييم المخاطر، وسلاسل التوريد، وسيجيب المنتدى على سؤال كيف يمكن للعالم الاستعداد للأزمات الصحية المقبلة؟
كما سيتمكن المشاركون في المنتدى من طرح أمثلة على الممارسات الجيدة وتقديم الاقتراحات المبتكرة في مجال الإنتاج والتوريد المستدام، والتخلص من النفايات في قطاع الصحة.
ويسهم الإنتاج المستدام بشكل كبير في تقليل المصروفات وتعزيز التنافسية، إضافة إلى تقليل الآثار السلبية المترتبة على الصحة والبيئة.
وفي ظل جائحة كوفيد - 19 وما تبعها من تداعيات، يواجه الموردون والمصنعون في قطاع الرعاية الصحية العالمية مجموعة من القضايا المهمة مثل التدهور البيئي، والاستخدام المكثف للموارد، فضلا عن طريقة التعامل مع النفايات الخطرة، ومخاطر الصحة والسلامة المهنية.
إلى ذلك، أكد الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة، أن رئاسة المملكة واستضافتها لقمة مجموعة العشرين G20 في الرياض حدث تاريخي يفخر ويعتز به أبناء المملكة، ويسجله التاريخ بمداد من ذهب، عادا ذلك تجسيدا للدور الرائد، الذي تتميز به المملكة وتأكيدا على المكانة المرموقة، التي تبوأتها ولا تزال في شتى مناحي الحياة على المستوى القاري والدولي.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس"، بمناسبة رئاسة واستضافة المملكة قمة قادة مجموعة العشرين G20 "لقد أسهمت المملكة بما تملكه من حنكة سياسية وحضور لافت في دعم الاستقرار العالمي والحفاظ على التوازن الاقتصادي وتخطي عديد من الصعوبات والمعوقات لتحقيق التعايش السلمي بين جميع دول العالم".
وأضاف أن "تميز المملكة ونجاحها في مختلف المحافل الدولية ما كان ليتحقق إلا بقيادة حكيمة يرأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة دقيقة من ولي العهد، حيث شهدنا في هذا العهد الزاهر وخلال فترة وجيزة تحقيق منجزات وقفزات نوعية تحتاج إلى أعوام طوال لإنجازها، ولكن "رؤية المملكة 2030"، التي يقودها ولي العهد فقد تمكن هذا الوطن الغالي من الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة ومنافستهم في عديد من المجالات الحيوية".
وعد وزير الصحة استضافة المملكة هذه القمة فرصة لاطلاع دول العالم كافة على النهضة الحديثة، التي تعيشها المملكة، وما تحقق من أهداف "رؤية 2030"، التي تتماشى مع أهداف مجموعة العشرين ومنها التنمية المستدامة، وتمكين المرأة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الرعاية الصحية.
وأوضح الدكتور الربيعة أن القطاع الصحي شهد نهضة متسارعة بفضل الدعم السخي، الذي يحظى به من القيادة الحكيمة، إذ ارتفع مستوى الأداء في المرافق الصحية وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، حيث تم، بحمد الله، تحقيق إنجازات لافتة في مسيرة العمل الصحي في المملكة، مبينا أن الوزارة نفذت مبادرات مختلفة لرفع العمر المتوقع للمواطنين من خلال تعزيز الصحة وجودة الحياة وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة، كما فعلت مبادراتها ضمن برنامج التحول الوطني، ومنها برنامج أداء الصحة، وتطبيق موعد، وتطبيق صحتي، ومركز صحة 937، ونظام وصفتي وغيرها، التي أسهمت، في تحسين الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين، وتحقيق رغباتهم بما يتماشى مع أهداف الصحة في "رؤية المملكة 2030".
وتحدث عن حجم منجزات الخدمات الصحية، مشيرا إلى أنه خلال الفترة من 2017 حتى 2020 زاد عدد مراكز خدمات القلب 90 في المائة، وزاد عدد مراكز ووحدات الأورام 80 في المائة، كما زاد عدد عمليات قسطرة القلب 86 في المائة للكبار و180 في المائة للأطفال، وانخفض متوسط الانتظار للعمليات الجراحية من 72 يوما إلى 22 يوما، وانخفض متوسط الانتظار للعيادات الخارجية من 59 يوما إلى سبعة أيام، وكذلك انخفضت نسبة إحالة المرضى خارج مناطقهم إلى 50 في المائة، وارتفع عدد تطعيمات الإنفلونزا من مليون تطعيمة 2016 إلى خمسة ملايين 2020، وأجري 1.3 مليون فحص وقائي لطلبة المدارس.
وأفاد بأن وزارة الصحة قامت برفع جودة الخدمات وتسهيل وصول المستفيدين لها، حيث حجز 53 مليون موعد عبر تطبيق "موعد"، كما قدم أكثر من مليون استشارة عبر تطبيق "صحتي"، وأكثر من 1.8 مليون استشارة عبر تطبيق "صحة"، وعملت 4.2 مليون وصفة إلكترونية عبر تطبيق "وصفتي".
وقال وزير الصحة إن "العالم شهد أخيرا ظروفا استثنائية لم يشهد لها مثيلا وهي جائحة كوفيد - 19، والمملكة بتوجيهات كريمة ومتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، بادرت باتخاذ عديد من الإجراءات الاستباقية والقرارات الفاعلة، التي كان لها دور واضح في تقليل الآثار المترتبة على الجائحة، إلى جانب اتخاذ خطوات فعالة ومبكرة في مجال التعاون مع المجتمع الدولي والإقليمي".
وأضاف "كما أسهمت المملكة في الدعم المالي لمساندة الجهود الدولية في التصدي لجائحة فيروس كورونا، حيث خصص هذا الدعم لمنظمات وجهات محددة للإسهام في التصدي للجائحة والاستجابة لحالات الطوارئ العالمية وتطوير النظم الصحية والتدريب، ودعم أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة والجوائح، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل والدول الأكثر احتياجا، ومن هذه المنظمات والجهات، منظمة الصحة العالمية، وتحالف ابتكارات التأهب للأوبئة CEPI، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين GAVI، ومؤسسة التشخيص الجديد المبتكر FIND، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر".