أمانة مجموعة الفكر في "العشرين": الجائحة تستدعي تقوية التأهب العالمي لمواجهة الأزمات .. ونظام غذائي مرن ومستدام

أمانة مجموعة الفكر في "العشرين": الجائحة تستدعي تقوية التأهب العالمي لمواجهة الأزمات .. ونظام غذائي مرن ومستدام
أمانة مجموعة الفكر في "العشرين": الجائحة تستدعي تقوية التأهب العالمي لمواجهة الأزمات .. ونظام غذائي مرن ومستدام

  قالت الدكتورة حصة المطيري، رئيسة أمانة مجموعة الفكر لمجموعة العشرين ومجموعة العمل المختصة باستدامة أنظمة الطاقة والغذاء والمياه، إنه ينبغي لمجموعة العشرين أن تدعم الآليات والسياسات، التي يمكن تفعيلها خلال فترات الطوارئ العالمية، بهدف تعزيز التأهب العالمي لمواجهة الأزمات المستقبلية. وأكدت المطيري في حوار مع "الاقتصادية"، أن الجائحة أظهرت أهمية مرونة النظام الغذائي العالمي واستدامته، إضافة إلى ضرورة معالجة نقاط الضعف الحالية، لافتة إلى أنه لا تزال آثار الجائحة الاقتصادية والاجتماعية بحاجة إلى الدراسة. وأبانت أنه يمكن لمجموعة العشرين تعزيز التدابير، التي تدعم التقنية والابتكار من أجل توفير سوق غذاء عالمية تتمتع بالاستدامة والاستقرار، إضافة إلى الاستفادة من الحوار بين المستهلكين والمنتجين من أجل تعزيز الأسواق والتجارة الحرة، ومن أجل وضع نهج طويل الأجل لاستقرار السوق. المطيري، الباحثة أيضا في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، أوضحت أن الأزمة غيرت كثيرا من الخطط، لكنها لم تؤثر في إصرار المجموعة على العمل والتواصل بشكل مكثف مع مراكز البحث والباحثين حول العالم. وأشارت إلى أن من أبرز التوصيات، التي رفعت لقمة العشرين، حماية التعددية والتنمية الاقتصادية لمعالجة النزعة الحمائية والحد من المخاوف العالمية، وإعادة بناء الثقة بالمؤسسات الدولية والتعاون معها ودعمها. وبينت أن كل دولة تترأس مجموعة العشرين تركز على تحدياتها وتحديات منطقتها، لذا جرى التركيز هذا العام على الجفاف وشح المياه، إذ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أكثر مناطق العالم جفافا، وتضم 12 دولة من بين 14 دولة تعاني شح المياه. وشددت على أهمية استخدام نهج "الاقتصاد الدائري للكربون" لضمان التحول إلى نظم الطاقة المستدامة وتأمين الموارد المستدامة، بما فيها الطاقة، والمياه، والغذاء، للجميع بأسعار معقولة وبطرق فعالة. وأضافت أن قضية استدامة الموارد، ولا سيما الطاقة والغذاء والماء، هي مواضيع مهمة لمجموعة العشرين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم بأسره.إلى نص الحوار:

كيف انعكست جائحة كوفيد - 19 على نتائج التوصيات والخطط، التي عملتم عليها من البداية؟
هذه الجائحة - نسأل الله أن يرفعها وأن يحفظ بلدنا الغالي - غيرت كثيرا من الخطط، لكنها لم تؤثر في إصرار المجموعة على العمل والتواصل بشكل مكثف مع مراكز البحث والباحثين حول العالم، ففي جميع فرق العمل ركزنا على دراسة آثار الجائحة على التجارة، التنمية، المناخ، والغذاء والطاقة وغيرها. كما أضفنا فريق عمل مختصا بالبحث في آثار الجائحة الحالية والمستقبلية.
قبل الجائحة كانت خطتنا أن نقيم مؤتمرا نصف سنوي لعرض النتائج الأولية لفرق العمل، لكن بعد الجائحة قمنا بتنظيم 11 ورشة عمل افتراضية لمناقشة آثار الجائحة في مختلف المجالات وتقديم التوصيات الأولية، وعدلنا المؤتمر نصف السنوي ليصبح افتراضيا في شهر يونيو.
وبعض التوصيات المقدمة لمجموعة العشرين تدور حول تعزيز قدرة النظم الصحية العالمية لضمان مرونتها وجاهزيتها للوقاية من آثار الجوائح والحد منها.
وأعادت جائحة كوفيد - 19 التأكيد على ما كان راسخا من قبل، والمتمثل في أن الصحة تعد منفعة عامة عالمية لا يمكن تطويرها بشكل فعال إلا من خلال إنشاء الشراكات والتعاون على مستوى العالم. إذ إن وجود نقطة ضعف في أحد أجزاء النظام يجعل النظام بكامله يعاني ضعفا كبيرا.

 ذكرتم بعض التوصيات المتعلقة بالجائحة، ما أهم التوصيات الأخرى؟
رفعت مجموعة الفكر في بيانها الختامي لمجموعة العشرين 32 توصية، إضافة إلى ما ذكرته بخصوص الجاهزية العالمية لحالات الطوارئ المشتركة، ركزت التوصيات الأخرى على حماية التعددية والتنمية الاقتصادية لمعالجة النزعة الحمائية والحد من المخاوف العالمية، إضافة إلى أهمية إعادة بناء الثقة بالمؤسسات الدولية والتعاون معها ودعمها بشكل أفضل، وتعزيز الشمولية لتمكين المرأة والشباب من المشاركة بفاعلية في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، خاصة من خلال تبني التقنيات والنهج الجديدة المبتكرة لدعم الحصول على فرص تعلم متساوية وتلبية متطلبات أسواق العمل التنافسية.
ومن المهم أهمية الحد من أوجه عدم المساواة على الصعيد العالمي من خلال ضمان وتوفير الفرص التعليمية والاقتصادية العادلة للجميع، وأيضا اعتماد نهج شامل لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ودعم العمل المتعلق بالمناخ والبيئة– القائم على الأدلة– من خلال قنوات متعددة مثل السلوكية، والتقنية، ووضع سياسات مبتكرة، واستخدام نهج "الاقتصاد الدائري للكربون " لضمان التحول إلى نظم الطاقة المستدامة وتأمين الموارد المستدامة، بما فيها الطاقة، والمياه، والغذاء، للجميع بأسعار معقولة وبطرق فعالة، والاستفادة من التقنية والرقمنة لمجابهة التحديات العالمية مع التخفيف من حدة آثارها السلبية.

 في الدورة المقبلة، كيف ترون انعكاس التوصيات الحالية عليها بعد إقرارها من قبل القمة؟
في كل دورة يتم اختيار الأولويات وتشكيل فرق العمل بناء على القضايا ذات الأهمية لدول مجموعة العشرين والقضايا المهمة للدولة المستضيفة ولمنطقتها.
هناك ملفات مستمرة من الرئاسات السابقة كالتغير المناخي، التجارة، التنمية المستدامة وملفات يتم إدخالها للتركيز على القضايا المهمة، وطبعا كل رئاسة تركز على القضايا المهمة لها مثلا في رئاسة اليابان كان هناك ملف المجتمعات المسنة، وهذا العام ركزنا على الشباب واستدامة الموارد الطبيعية كالطاقة والغذاء والماء.
كما ذكرت لك هذا العام قدمنا توصيات عن تعزيز النظم الصحية، تعزيز التعاون المشترك لمواجهة الأزمات العالمية وأيضا اقتراح الاقتصاد الدائري للكربون لمواجهة مشكلة التغير المناخي بشكل فعال، والعام المقبل الرئاسة ستنتقل لإيطاليا، ولا تزال آثار الجائحة الاقتصادية والاجتماعية بحاجة إلى الدراسة.
والاقتصاد الدائري موضوع مهم للاتحاد الأوروبي، حيث أصدر الاتحاد هذا العام تقريرا حول الاقتصاد الدائري للكربون، ومن المتوقع أن يكون إحدى الأولويات، ومن المرجح أن تواصل إيطاليا ملف الاقتصاد الدائري للكربون ضمن إطار الاقتصاد الدائري لأهمية موضوع المناخ والاقتصاد الدائري لأوروبا والعالم. وأيضا من المتوقع أن يكون لشركات الطاقة الإيطالية دور كبير في إنجاح هذا العمل بسبب خبرتها وأهميتها.

 كأول مجموعة فكر عقدت في السعودية وفي الشرق الأوسط، كيف ترون النتائج، والفائدة التي لمستموها من خلال الجلسات التي عقدت؟
أشعر بفخر بالغ بأن بلدي السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تقود هذا الحدث الدولي وبدعم من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تقدم مقترحات للعالم لإيجاد حلول للقضايا الملحة للقرن الـ21.
قمنا بإدراج الاهتمامات والأولويات الوطنية والإقليمية في جدول الأعمال العالمي من خلال عقد الحوارات وجلسات النقاش بين مؤسسات الفكر والرأي المختلفة، مثلا إدخال مواضيع المياه والطاقة والشباب، ولاحقا إضافة فريق عمل يعمل على تقييم الآثار الصحية والاقتصادية لكوفيد - 19، وكان هناك مشاركة غير مسبوقة في هذا الحدث الدولي من مراكز البحث العالمية والإقليمية والمحلية.
وتتكون مجموعة الفكر T20 من 11 فريق عمل، أنتجوا 146 بحثا، وشارك في تأليفها أكثر من 600 باحث من جميع أنحاء العالم. وهي الأعلى في استقبال البحوث المشاركة، مقارنة بنظيراتها من مجموعات الفكر المشاركة في قمم العشرين السابقة، حيث بلغت الأبحاث في دورة الأرجنتين نحو 80 بحثا، فيما بلغت البحوث المقدمة في اليابان 104 أبحاث.

 يعتمد الازدهار الاقتصادي بشكل رئيس على التكامل بين أنظمة الطاقة والغذاء والماء والاستدامة، كيف يمكن تحقيق هذا التكامل، وما دور مجموعة الفكر في دعم مجموعة العشرين للوصول لهذا الهدف؟
تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أكثر مناطق العالم جفافا، وتضم 12 دولة من بين 14 دولة تعاني شح المياه، وفي دول مجلس التعاون الخليجي، تمت معالجة قضية الأمن المائي من خلال اللجوء إلى تحلية المياه (40 % من طاقة تحلية المياه العالمية توجد في منطقة الخليج العربي)، فقضية استدامة الموارد، ولا سيما الطاقة والغذاء والماء، هي مواضيع مهمة لمجموعة العشرين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم بأسره.
ولسوء الحظ، حول العالم لا يزال عديد من الأشخاص لا يتمتعون بإمكانية الوصول الكافي إلى هذه الموارد، فهناك 840 مليون شخص حول العالم ليس لديهم إمكانية الحصول على الكهرباء، كما أن هناك أكثر من 800 مليون شخص يعانون عدم إمكانية الحصول على مياه الشرب الآمنة.
وأحد المحاور، التي ركزت عليها المملكة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين هذا العام هو الحفاظ علـى كوكـب الأرض من خلال تعزيز الجهود الجماعية لحماية كوكبنا، خصوصا فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة. وأيضا تعزيز أنظمة الطاقة النظيفة المستدامة والحصول على الطاقة بأسعار معقولة، وتعزيز استدامة المياه، وتقليل فقد الأغذية وهدرها. جميع هذه الأهداف هي أولويات فريق العمل العاشر "استدامة نظم الطاقة والمياه والغذاء"، الذي قمنا بإدخاله هذا العام.
وتعد العلاقة بين الطاقة والماء والغذاء موضوعا مهما، ولا سيما - وليس فقط - لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن مع الأسف غالبا ما يتم تجاهل التكامل بين هذه الموارد.
التركيز على التحديات الخاصة بكل قطاع ليس فعالا لأن التفاعلات بين قطاعات الطاقة والمياه والغذاء عديدة: تحلية المياه هي طاقة تتحول إلى ماء، وإنتاج الكهرباء بمحطة طاقة حرارية تتطلب مياها للتبريد، والديزل الحيوي والإيثانول يتنافسان مع الطعام، على سبيل المثال لا الحصر.
يجب أن تتبنى الأطر التنظيمية وصانعو السياسات نهجا شاملا يأخذ في الحسبان أوجه التآزر والمفاضلات الناشئة عن العلاقات الترابطية بين المياه والغذاء والطاقة.
لذلك لا بد من التغلب على تجزئة السياسات وتعزيز الابتكار من أجل ربط المياه والطاقة والغذاء بطريقة مستدامة (متلازمة الطاقة والغذاء والمياه).
وأوصت مجموعة الفكر في هذا الشأن بإنشاء شبكة دولية تعاونية لتطوير القدرات ووضع أفضل الممارسات بخصوص تطبيق فعال وواسع النطاق لنهج مياه وطاقة وغذاء متكاملة. ويمكن للشبكة أن تساعد على تطوير أفضل ممارسات الحوكمة المترابطة لسد فجوة إطار العمل المؤسسي الحالية، وتعزيز الحوار بشأن السياسات والتعاون بين الدول.

 كيف يمكن تعزيز إدارة أنظمة الطاقة والماء والغذاء وضمان أمن الإمدادات لسكان العالم بطريقة فعالة ومستدامة؟ ما التقنيات الحديثة، التي أوصيتم بها في هذا المجال؟
هناك تحديات عديدة تتعلق بهذه الموارد ولا يخفى أنه ليس من السهل معالجتها، خصوصا أنها قد تكون متباينة تماما حسب المنطقة. ويمكن لمجموعة العشرين من خلال تعزيز العمل الجماعي على الصعيد الدولي أن تؤدي دورا مهما في الحفاظ على استقرار الأسواق، وتعزيز الابتكار لضمان تحقيق الرفاهية العالمية المشترك والشامل.
وفي هذا الصدد، يجب الحفاظ على أمن الطاقة واستقرار السوق من أجل مستقبل مزدهر. كما ينبغي المحافظة على مرونة البنية التحتية وسلامتها وتطويرها لتحقيق تدفق غير منقطع للطاقة. وينبغي أن تعزز مجموعة العشرين الآليات والسياسات، التي يمكن تفعيلها خلال فترات الطوارئ العالمية، بهدف تعزيز التأهب العالمي لمواجهة الأزمات المستقبلية.
وأكدت مجموعة الفكر على الدور، الذي تؤديه مؤسسات الطاقة الدولية في تحقيق استقرار السوق. وينبغي أن تدعم مجموعة العشرين طرق الحفاظ على الآليات المؤسسية، التي تقلل من تقلبات السوق، مثل الطاقة الإنتاجية الاحتياطية والمخزونات الحكومية وحماية التجارة الدولية.
 كما يمكن لمجموعة العشرين الاستفادة من الحوار بين المستهلكين والمنتجين من أجل تعزيز الأسواق والتجارة الحرة. ومن أجل وضع نهج طويل الأجل لاستقرار السوق، ويمكن لمجموعة العشرين دعم التعاون بين مؤسسات الطاقة (الوكالة الدولية للطاقة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" ومنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ومنتدى الطاقة الدولي).
وذلك علاوة على استخدام نهج "الاقتصاد الدائري للكربون " لضمان التحول إلى نظم الطاقة المستدامة، حيث يقدم مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون طريقة جديدة للتعامل مع أهداف التخفيف من آثار تغير المناخ ويشجع ضمنيا جميع الخيارات والجهود المطروحة للحد من تراكم الكربون في الغلاف الجوي، ودعم الابتكارات في تقنيات إدارة الكربون، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر تقنيات احتجاز الكربون واستخدامها وتخزينها CCUS وتنسيق التوسع الدولي السريع لسوق الهيدروجين العالمية.
كما يمكن لمجموعة العشرين تعزيز التدابير، التي تدعم التقنية والابتكار من أجل توفير سوق غذاء عالمية تتمتع بالاستدامة والاستقرار، إذ أظهرت أزمة كوفيد - 19 أهمية مرونة النظام الغذائي العالمي واستدامته، إضافة إلى ضرورة معالجة نقاط الضعف الحالية، وزيادة الدعم المالي والسياسات المحفزة لبحوث الأغذية الزراعية على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وإعداد استراتيجيات لتنمية الاقتصادات الحيوية، وتعزيز القدرات التنظيمية، التي توازن بين الفوائد المجتمعية والمخاطر المحتملة لتقنيات الابتكار الحيوي.
ويمكن أيضا دعم استخدام النمذجة، التي توضح التكلفة الكاملة لتوفير المياه المحلاة وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية الكاملة واستخدامها في تحليلات سيناريوهات التداخلات بين القطاعات المختلفة، كما يجب التركيز على إعادة الاستخدام الآمن للمياه وتقنيات توفير المياه لإنتاج الغذاء.

 شغلت منصب شربا مجموعة الفكر إحدى مجموعات عمل مجموعة العشرين لمدة عام كامل، كيف ترين التجربة؟
كلي فخر بهذه التجربة الثرية تعاملت مع كفاءات وطنية كان لهم دور فعال في إنجاز فعاليات المجموعة بمستوى يضاهي المراكز العالمية، والخروج بملخصات سياسات تنافس إصدارات المراكز العالمية.
كانت رحلة ثرية بالتواصل والنقاش مع مئات الباحثين في مئات المراكز العالمية والإقليمية والعالمية. أيضا كانت رحلة شاقة، لكن مميزة وممتعة، إذ بدأت العمل من 2018 مع الأرجنتين لبناء جسور التعاون مع الأرجنتين، واليابان وإيطاليا.
وتميزت هذه الرحلة بالعمل الدؤوب من الجميع لأكثر من عامين من أجل الهدف الأسمى وهو خدمة المملكة لتحقيق رؤيتها في قيادة مجموعة العشرين من أجل مواجهة تحديات القرن الـ21.
والتجربة أكدت أهمية المرونة والسرعة في التعامل مع الأحداث، لكن في الوقت نفسه يجب عدم إغفال الاهتمامات بعيدة المدى حتى لو كانت القضايا الراهنة غامرة، وفي هذا الصدد يجب الموازنة بين تقديم تحليلات سريعة وعاجلة وأبحاث متعمقة في القضايا طويلة الأجل.
وجدول أعمال المجموعة كان حافلا على مدار العام، فقد نظمت المجموعة عديدا من الندوات والمؤتمرات الافتراضية، ما يشكل تجربة غير مسبوقة للمجموعة تمكنها من نقل أفضل الممارسات في إدارة مجموعة الفكر العشرين افتراضيا للدول، التي ستتولى رئاسة مجموعة العشرين في المستقبل.

 كيف تقيمين دور السيدات السعوديات في مجموعة العشرين بشكل عام ومجموعة الفكر بشكل خاص؟
ينتابني شعور بالسعادة والفخر عندما أشاهد المستوى الرفيع، الذي تتمتع به المرأة السعودية. دعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مكنت المرأة من الوصول لهذا المستوى الرفيع ومن المشاركة في التنمية والمساهمة في صنع القرار.
وهذا العام المملكة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين ركزت على تمكين الإنسان، وذلك من خلال تهيئة الظروف، التي تمكن الجميع، ولا سيما المرأة والشباب، من العيش الكريم والعمل والازدهار، وتعاملت هذا العام في مجموعة العشرين مع قيادات نسائية مشرفة للوطن وقدوة لنساء العالم، نفخر ونعتز بكفاءتهن.
كما أن مجموعة الفكر العشرين تميزت بدعم مساهمات المرأة في مجال العلوم، إذ إن عدد الباحثات اللاتي يتولين رئاسة فرق العمل فيها يتجاوز 40 في المائة، فخورة جدا أن عملت ضمن هذه الكوكبة من النساء السعوديات، اللاتي تسلحن بالعلم والمعرفة، وتميزن بالإرادة والإصرار على النجاح.

 

سمات

الأكثر قراءة