وزير المالية: واثقون من تجاوز الأزمة باقتصاد عالمي أكثر متانة في مواجهة الصدمات
أوضح محمد الجدعان وزير المالية، أن قمة قادة دول مجموعة العشرين G20، المقرر عقدها تحت رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تهدف إلى المضي قدما على خطى روح التعاون والتضامن، خصوصا في ظل أزمة عالمية تعصف بالاقتصاد والصحة العالميين، مشيرا إلى نجاح القمة الاستثنائية لقادة المجموعة التي عقدت في تاريخ 26 آذار (مارس) الماضي، التي وحدت جهود الأعضاء بهدف وضع استجابة فورية وفعالة ومنسقة لمجابهة جائحة كوفيد - 19.
وقال "إننا في المملكة على أتم الثقة بأننا في ظل القيادة ومن خلال عملنا الدؤوب مع الدول الأعضاء ومع شركاء مجموعة العشرين حول العالم سنتمكن من تجاوز هذه الأزمة العالمية، والخروج منها باقتصاد عالمي أكثر متانة لمواجهة أي صدمات مستقبلية". وقال بمناسبة رئاسة واستضافة المملكة قمة قادة مجموعة العشرين G20 "نفخر في المملكة برئاسة وتنظيم قمة قادة دول مجموعة العشرين هذا العام خلال هذه الفترة الصعبة التي يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة كوفيد - 19"، متناولا النتائج الملموسة التي تمخضت عن القمة الاستثنائية المتمثلة في قيام دول مجموعة العشرين بالتعهد بمبلغ يربو على 21 مليار دولار لسد الفجوة التمويلية في النظام الصحي العالمي، وذلك بهدف دعم إنتاج وتوزيع اللقاحات والأدوات التشخيصية والعلاجية اللازمة لمكافحة الجائحة، وكذلك قيام دول المجموعة بضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار ضمن حزمة تحفيزية لدعم الاقتصاد العالمي.
وبين الجدعان، أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين أطلقت المبادرة التاريخية لتعليق مدفوعات خدمة الدين، التي أتاحت للدول الأكثر فقرا في هذه الفترة الحرجة تأجيل سداد 14 مليار دولار أمريكي من الديون المستحقة عليها هذا العام والاستفادة من هذه المبالغ لتوظيفها في مواجهة الجائحة، مفيدا بأن دول المجموعة تدرك أهمية استمرار التعاون الدولي لدعم الدول الأكثر فقرا.
وأشار إلى أن مجموعة العشرين تسعى مع المنظمات الدولية إلى إنجاح هذه الجهود، حيث تعمل بنوك التنمية متعددة الأطراف على تقديم 75 مليار دولار خلال الفترة من أبريل (أبريل) إلى كانون الأول (ديسمبر) 2020 للدول المستحقة للاستفادة من المبادرة التاريخية، وذلك كجزء من التزامها بتقديم مبلغ 230 مليار دولار للدول الناشئة والنامية لدعمها في التصدي للتحديات الناشئة عن الجائحة.
وحول أهمية استشراف المستقبل ودعم التعافي من الجائحة على المدى الطويل، قال "ستحرص قمة قادة دول مجموعة العشرين المقبلة برئاسة خادم الحرمين الشريفين، على تعزيز سبل التعاون الدولي لدعم مرحلة التعافي الاقتصادي العالمي ووضع أسس متينة لمرحلة نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل"، معربا عن تفاؤله بما ستحققه هذه القمة من مخرجات بناءة تصب في مصلحة المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتولى هذا العام 2020 رئاسة مجموعة العشرين، التي ستختم باستضافة قمة قادة مجموعة العشرين افتراضيا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، وستعقد على مدى يومين في الفترة من 21 إلى 22 تشرين الثاني (نوفمبر).
وتعد مجموعة العشرين المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي وتضم قادة من جميع القارات ويمثلون دولا متقدمة ونامية، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعة، نحو 80 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.
ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والمالية.