740 مليون امرأة تعمل في قطاعات غير منظمة تأثرت بالوباء حول العالم
استعرضت سلمى الرشيد عضو مجموعة تواصل المرأة W20، أهم النتائج التي خلصت إليها المجموعة بعد سلسلة اجتماعات وحوارات وشراكات وأعمال عكفت عليها خلال خمسة أعوام.
ولفتت الرشيد خلال مشاركتها في ثاني أيام برنامج قمة مجموعة العشرين، إلى الصعوبات التي واجهت المرأة محليا ودوليا بسبب جائحة كورونا، مؤكدة أن الآثار السلبية لهذه الجائحة، طالت المرأة أكثر من الرجل، مرجعة ذلك إلى الأضرار التي تعرض لها القطاع الخاص والعاملون فيه، إذ تشكل فيه النساء ما نسبته 70 في المائة من اليد العاملة.
وقالت "إن تأثير الجائحة في المرأة في القطاع الاقتصادي كان أكبر مقارنة بالتأثير في الرجل، وذلك بسبب القطاعات الواعدة التي كانت تعمل فيها المرأة بشكل كبير مثل قطاع السياحة والطيران، مبينة أنه قبل الجائحة كان هناك أكثر من 740 مليون أمرأة تعمل في قطاعات غير منظمة وهذه القطاعات كانت أول ما تأثر بالوباء.
وأكدت أن مجموعة W20 عمدت في هذا السياق إلى مناقشة وضع المرأة خلال الجائحة وإمكانيتها في دعم الاقتصاد وتسريع تعافيه، مبدية تفاؤلها بأن مجموعة الدول العشرين ستتعامل مع هذا الأمر بوصفه فرصة جيدة لإعادة ضبط الاقتصادات من خلال وضع خطط للتعافي، مؤكدة أن المرأة تعد جزءا أساسيا في تسريع عملية التعافي.
وأشارت الرشيد إلى أن مجموعة W20 حددت المجالات الرئيسة التي تتمحور حول إدراج النساء في جميع شرائح المجتمع والاقتصاد والصناعة، بعد مناقشة قضية التعافي الاقتصادي، من خلال بعدين، أولهما التدابير الرئيسة لتسريع عملية الانتعاش الاقتصادي من آثار الجائحة، والثاني يكمن في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والنمو المتوازن من خلال دعم المرأة بالتمكين الاجتماعي والاقتصادي.
ونوهت بالنقلة النوعية التي تحققت للمرأة على الصعيدين المحلي والدولي خلال خمسة أعوام مضت، فيما يتعلق بمنحها فرصة جيدة لتثبت مدى أهمية دورها في نهضة وتنمية بلادها ومجتمعها، مشددة على ضرورة استفادة المرأة من هذا الأمر عبر تطوير علاقتها بالتقنية، لأن ذلك سيساعد كثيرا على تمكينها لتكون أكثر فاعلية وإيجابية على المستوى التنموي.
إلى ذلك، أقام مركز التواصل والمعرفة المالية "متمم" أمس الأول، لقاء افتراضيا بعنوان "مجموعة تواصل المرأة W20 والشمول المالي"، ضمن سلسلة من اللقاءات الافتراضية التي يسعى المركز من خلالها إلى تنمية المعرفة الاقتصادية بما يتوافق مع التطلعات المستقبلية.
بينما أوضح هيثم الغليقة رئيس الفريق السعودي للشمول المالي، أن المملكة في قمة العشرين ركزت على توفير الحلول المناسبة والفاعلة للفئات الأقل حظا التي تواجه العوائق في الحصول على الخدمات المالية كالمرأة والشباب بهدف تهيئة الظروف المناسبة التي تكفل للجميع الحصول على جميع الخدمات والتسهيلات التي من شأنها الإسهام في الازدهار والتطور وفتح آفاق جديدة لهم.
في حين أشارت لطيفة الوعلان المدير التنفيذي لـ"إنديفر السعودية" إلى أن مبادرة الحوارات الوطنية من قبل مجموعة تواصل المرأة العشرين، تهدف إلى إيجاد منصات إرشادية تسهم في تمكين السيدات من بناء العلاقات المهنية التي توصلهن بذوي الخبرة وتمكينهن أيضا من الوصول إلى العقود الحكومية من خلال تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة كما نرى في منصة "اعتماد".
وفي حديثها عن دور المرأة، أكدت الوعلان أن رؤية المملكة 2030 أسهمت بشكل كبير في تغييرات كثيرة خلال العامين الماضيين، التي من شأنها إزالة عديد من الحواجز التشريعية والمالية والاجتماعية.
بينما أكدت جواهر السديري مديرة مركز النهضة للأبحاث، أن جمعية النهضة وضعت عدة برامج تهدف إلى دعم تمكين المرأة من خلال تقديم عدة برامج منها برنامج "خزنة"، الذي يهدف إلى معالجة سلوكيات الإدارة المالية عن المستفيدات من البرنامج.
وفي حديثها عن الشمول المالي للمرأة، قالت "إن برنامج كفالة دعم وصول المرأة إلى التمويل، من خلال تقديم حافز للبنوك عند تمويل المنشآت التي تقودها سيدات أو سيدات ورجال، حيث تمكن البرنامج خلال أقل من عام من مضاعفة عدد الشركات المستفيدة 100 في المائة، ويعد هذا النمو سريعا بالنسبة إلى فترة بسيطة".
ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود مركز التواصل والمعرفة المالية "متمم" لإثراء المعرفة المالية وتبادل الآراء والنقاشات، والإسهام في رفع الوعي حول القضايا الراهنة، وإبراز الجهود التي تبذلها المملكة خلال رئاستها مجموعة العشرين هذا العام، ودورها في تنسيق جهود المجموعة لدعم الاقتصاد العالمي خلال هذه المرحلة الاستثنائية، كما يأتي ضمن أنشطة المركز لمتابعة المستجدات المالية والاقتصادية.