التصدي للعنف ضد المرأة وتحقيق التعافي المستدام «2 من 2»
يعمل برنامج البنك الدولي لمعالجة العنف ضد المرأة بالتأثير أيضا في إحداث التغيير المطلوب عبر اللجوء إلى حوار بشأن السياسات مع الحكومات عن طريق مساعدتها على فهم طائفة من الإصلاحات التي يمكن تطبيقها لمعالجة العنف ضد المرأة. ومن الأمثلة على ذلك في فيجي، وبعد ظهور فيروس كورونا، قادت وزارة شؤون المرأة والطفل والتخفيف من حدة الفقر عملية إنشاء مسارات إحالة افتراضية للمريضات واتفقت مع الشرطة على تزويد النساء بوسائل نقل آمنة للحصول على الخدمات المطلوبة خلال ساعات حظر التجوال، كما قامت بتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية. وعززت الحكومة أيضا خطوط الاتصالات الهاتفية الوطنية المخصصة لمساعدة ضحايا العنف ضد المرأة، ودخلت في شراكة مع القطاع الخاص في حملة إعلامية للتوعية بالعنف ضد المرأة وجائحة كورونا.
إن "حملة الـ 16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة" هي دعوة لإيقاظ المجتمع العالمي، بما في ذلك القطاعان العام والخاص، لمكافحة هاتين الجائحتين المزدوجتين، حيث نحتاج إلى تعزيز التحالف الدولي للشركاء الذين يكافحون العنف ضد المرأة.
ويمكن للحكومات في أثناء التعافي أن تقوم أيضا ببناء قدرة الأسر المعيشية الأكثر احتياجا للصمود من خلال تقديم المنح أو الإسكان أو النقد أو قسائم الطعام لتقليل الضغوط الاقتصادية الواقعة عليهم. ويمكن لهذه الحكومات الشروع في إعداد الأسر المعيشية للاستقرار الاقتصادي المستدام، لأننا نعلم أن الضغوط المالية والبطالة والعيش في الأحياء المحرومة اقتصاديا يمكن أن تؤثر في معدلات العنف على يد الشريك، وأيضا في شدته. ويمكن لهذه الجهود أن تزيد من تحكم المرأة في الموارد الاقتصادية.
ولمساعدة فرق العمل التابعة للبنك الدولي، قمنا بإصدار إرشادات بشأن العمل مع الحكومات لتقديم التحويلات النقدية أو العينية إلى النساء. ويظهر أكثر من 70 في المائة من 22 دراسة كمية ونوعية دقيقة أن التحويلات إلى الأسر الفقيرة تقلل من العنف على يد الشريك الحميم. فحتى أقل خفض يمكن إحداثه من خلال برامج محددة تكون ذات جدوى، بالنظر إلى التغطية الواسعة للتحويلات النقدية وقابليتها للتوسع وفعالية التكلفة. ويمكن لمثل هذه العمليات أيضا مساعدة الحكومات على توسيع الأهلية والتغطية لتشمل عاملات الخدمة المنزلية والنساء العاملات في القطاع غير الرسمي ومقدمات الرعاية دون أجر، فمن الوارد أن تشعر هؤلاء العاملات بالتأثير الاقتصادي لجائحة كورونا بصورة أكثر حدة من النساء في قطاعات العمل الأخرى. إضافة إلى ذلك، يمكن لفرق العمل التابعة للبنك الدولي أن تشجع على توسيع وتيسير شروط أهلية الحصول على التأمين ضد البطالة التي تقتصر على النساء، مثل إتاحة ذلك للعاملات في القطاع غير الرسمي.
وهناك تقدم يجري إحرازه في هذا الشأن، لكن هناك كثير مما يتعين القيام به.
وإنني لممتن لأن فرقنا التي تعمل على الاستجابة لجائحة كورونا تكرس جهودها للبحث في كيفية القيام بمزيد للتصدي لهذه المشكلة العاجلة. كما أشجع كوادرنا والمجتمع العالمي على مضاعفة جهودهم خلال هذا الوقت الفريد الذي يمنحنا الفرصة للتصدي لجائحتين في وقت واحد. وتلتزم مجموعة البنك الدولي بلعب دور نشط في هذا الجهد من خلال العمل في شراكة على الصعيدين العالمي والإقليمي وأيضا على صعيد الدول المتعاملة معها. إننا نؤمن أن العنف ضد النساء والفتيات جائحة يمكننا القضاء عليها في حياتنا.