الخطوط الاقتصادية والفرصة السانحة عامل الوقت والتوقيت

أدت الأزمة الاقتصادية الراهنة إلى تراجع صناعة السفر الجوي بمقدار 40 في المائة وأحدثت تغيرا في سلوك السفر الخاص بالشخصيات المهمة ورجال الأعمال. عديد من الشركات الكبرى خاصة في أمريكا وأوروبا تخلت عن الطائرات الخاصة وفضلت سفر كبار موظفيها بالخطوط الجوية. أما الطبقة التي كانت تسافر على الدرجة الأولى فقد تراجعت هي الأخرى خطوة إلى الوراء وهكذا حتى أصبحت الدرجة السياحية الأكثر طلبا في سوق السفر الجوي المتراجع أصلا. وفي منطقتنا الخليجية مفارقة عجيبة، فقد تزامن خروج خطوط جوية خاصة برجال الأعمال من الخدمة بنشوء أخرى! وذلك بالطبع يعود إلى التخطيط المسبق للخطوط الجديدة قبل أن تفاجئ الأزمة الاقتصاد الخليجي المزدهر. حتى أثناء ازدهار الاقتصاد، لم تكن الخطوط الخاصة برجال الأعمال حول العالم تلاقي من النجاح الذي لاقته الخطوط الرخيصة التي يطلق عليها الخطوط الاقتصادية أحيانا. الأزمة الاقتصادية أدت بالفعل إلى عزوف كثير من زبائن الخطوط التقليدية الفاخرة إلى منافساتها من الخطوط الاقتصادية, ويبدو ذلك واضحا في سوق السفر الجوي في أوروبا, فكثير من المسافرين في أوروبا فضلوا التذاكر ذات الخانتين بدلا من تلك التي في خانة المئات أو حتى الآلاف لدى الخطوط المشهورة. هناك فرصة سانحة للخطوط الاقتصادية في المنطقة للاستحواذ على شريحة كبيرة من مسافري الأعمال إن أحسنت في استقطابهم وتصميم برامج سفر وخدمات خاصة بمتطلباتهم. من أهم العوائق التي أراها تواجه الخطوط الاقتصادية ضعف العلاقة العملية بينها وبين الزبون الذي تعود لسنوات طويلة على الخطوط التقليدية ذات جداول الرحلات المعتمدة وغير المتغيرة. فعامل الوقت مهم جدا بالنسبة إلى شريحة رجال الأعمال الذين لا يعترفون بتغير وقت الرحلة نظرا لعدم وجود عدد كاف من الركاب! كما أن التوقيت عامل مهم لرجال الأعمال الذين يرغبون في الوصول إلى وجهاتهم في أوقات محددة خلال اليوم. متطلبات السفر الخاصة برجال الأعمال لها فنون خاصة في التسويق, فهذه الطبقة من المسافرين عادة ما يحفظون عن ظهر قلب جدول رحلات الطيران للمدن التي يترددون عليها. إن نجحت الخطوط الاقتصادية في توظيف عامل الوقت والتوقيت في عملياتها الجوية فإنها حتما ستتمكن من تجاوز المرحلة الحالية والوصول إلى الربحية قريبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي