تهديد سطوة الملالي .. تظاهرات ومسيرات حول العالم

تهديد سطوة الملالي .. تظاهرات ومسيرات حول العالم
بومبيدو: النظام الإيراني نظام استبدادي متطرف وهو أساس ومحور الأزمة.
تهديد سطوة الملالي .. تظاهرات ومسيرات حول العالم
طفح كيل المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج.

احتشد أنصار المعارضة الإيرانية في الخارج أخيرا، في مظاهرات ومسيرات في 16 عاصمة ومدينة أوروبية وأمريكية للمطالبة بإسقاط النظام الإيراني، ومحاكمة الرئيس المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي، والمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ورجالات النظام والحرس الثوري، حيث لوح المتظاهرون بالأعلام الإيرانية بالتزامن مع انطلاق المؤتمر العالمي لإيران الحرة، الذي تضمن خطابات لمايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق، ويانيز جانسا رئيس الوزراء السلوفيني، وغيرهم من الشخصيات البارزة عالميا.
كما رفعت الرايات الإيرانية في دول عدة من العالم رفضا واستنكارا لسياسات نظام الملالي، الذي يسيطر على زمام الأمور في البلاد منذ 40 عاما، سالبا الشعب الإيراني حريته، وحاكما عليه بالفقر والدمار، وكذلك نشر الشعور بالكراهية تجاه الشعب الإيراني في المنطقة والعالم جراء سياسات توسعية طائفية، هدفها أن يعيش المرشد ولو مات الجميع، فالنظام اليوم يضرب بالبلاد عرض الحائط، ويختار إبراهيم رئيسي رئيسا لها، في مسرحية انتخابية كانت الأقل تمثيلا على مستوى المشاركة، إذ لم يوفر المرشد الأعلى الإيراني فرصة لتنصيب رئيسي على سدة الحكم في البلاد، كاتما على آخر أنفاس الشعب الإيراني، التي كانت تتأمل الحصول على الحرية.
طفح كيل المعارضة الإيرانية في الخارج التي تحظى بقبول عام في الداخل ولو كان على استحياء بسبب آلة القمع، التي يمارس فيها الحرس الثوري كل قواه لتحطيم إرادة الشعب الحرة، حيث ينظم التجمع العالمي لإيران الحرة مؤتمرا واسعا عبر الإنترنت في 10 و11 و12 تموز (يوليو) الجاري، بمشاركة واسعة من الإيرانيين المعارضين وأنصارهم الأجانب في أكثر من 50 ألف تجمع على امتداد 105 دول حول العالم، بهدف تحقيق الغاية العليا للإيرانيين وهي إسقاط النظام في طهران، وتمهيد الطريق لمستقبل حر وديمقراطي وذي سيادة في البلاد، التي حرمت الحرية والاستقرار جراء سياسات عبثية جرت البلاد نحو شفا جرف الانهيار.
وينبثق التجمع العالمي لإيران الحرة، عن مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تأسس بمبادرة من مسعود رجوي في 21 يوليو 1981 في طهران ثم نقل مقره المركزي إلى باريس، اختار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي رئيسة للجمهورية في إيران للفترة الانتقالية المزعومة التي ستکون بعد سقوط النظام الحالي كما تقرر المعارضة الإيرانية، حيث اختيرت رجوي لعدد من العوامل أهمها أنها ذات صفة تحررية حيث قادت الحركة الطلابية ضد النظام الملكي، وسبق أن أعدمت إحدى شقيقاتها وهي نرجس رجوي من قبل نظام الشاه، وكذلك وفي عهد حكم الخميني أعدمت شقيقتها الصغرى وهي معصومة رجوي بعد تعذيبها وهي حامل، وبعد مدة تم إعدام زوج معصومة أيضا، لذلك تعد رجوي أيقونة للمعارضة الإيرانية وأحد أهم رموزها.
ويحظى المؤتمر بمشاركة دولية واسعة، إذ سيحضره 1029 شخصية سياسية، بمن فيهم 25 عضوا من مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكي، إضافة إلى 30 من كبار المسؤولين الأمريكيين، وهذا له دلالة كبيرة على أن هؤلاء المشاركين سيكون لهم دور في الضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن، بوقف المفاوضات مع النظام الإيراني على الملف النووي الإيراني، حيث يتزامن المؤتمر مع محادثات جادة بين طهران والولايات المتحدة على اتفاق نووي جديد، عقب الذي وقعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وانسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، صاحب حزمة الضغوطات القصوى على النظام الإيراني، الذي قطع شوطا كبيرا في تقييد مؤامرات هذا النظام.
وسيحضر المؤتمر أكثر من 12 رئيس وزراء ورئيسا سابقين، و70 وزيرا سابقا من أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط، وكذلك أكثر من 250 مشرعا في كل من أوروبا وكندا ودول إسلامية، كما أعلن نواب وسياسيون أجانب تضامنهم مع المؤتمر ومطالبه بإرسال بيانات دعمهم إلى مريم رجوي، رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
كما أصدر 61 برلمانيا وعضوا في مجلس الشيوخ الإيطالي بيانا عشية الكوكبة الكبرى للمقاومة الإيرانية يعلنون فيه دعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني وميثاق السيدة مريم رجوي، بمشاركة أنطونيو تاسو رئيس اللجنة البرلمانية الإيطالية لإيران حرة، وفورنييه عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي، إضافة إلى مشاركة 59 عضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية أرسلوا ببيان دعمهم، فيما كانت المشاركة الألمانية على مستوى أتو برنارد المساعد السابق لوزير الثقافة الألماني.
إلى ذلك، تطول قائمة داعمي الشعب الإيراني، لكن هذه المرة تزامنت الاحتجاجات والمظاهرات التي تعقدها "منظمة مجاهدي خلق" في أوروبا وأمريكا مع انعقاد مؤتمر التجمع العالمي لإيران الحرة.
بدوره، علق روبرت مالي المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، بأن عملية التفاوض الحالية مع إيران والمتعلقة بالاتفاق النووي معلقة، وقال مالي خلال مقابلة مع إذاعة "صوت أمريكا" الناطقة بالفارسية "إنه لا يستطيع إعطاء تفاصيل عن المحادثات"، كما أنه وفريق بلاده قطعوا شوطا في الجولات السابقة من المحادثات مع ممثلي إيران، حيث تم إحراز تقدم في مجال تحرير السجناء الأمريكيين من السجون الإيرانية، لكن لم يتم تحديد موعد محدد للإفراج عن المعتقلين، لكنه واثق بأنهم سيعودون إلى ديارهم.
كما شارك مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية، وقال في خطابه "النظام الإيراني نظام استبدادي متطرف وهو أساس ومحور الأزمة، وفي الواقع فإن هذه الأزمة بدأت 1979، والفجوة بين تكتل الشعب والمعارضة التحررية في طرف، والنظام برمته في طرف آخر، حيث يدار هذا النظام من خلال خامنئي ورئيسي وقوات الحرس الثوري، واستبداد هذا النظام لا يقف عند حد، إنما حتى في داخله هو نظام وحشي مستبد عديم الرحمة، حيث إن مسؤولي هذا النظام يمكنهم قتل ركاب طائرة وينكرون في الوقت ذاته، كما يرتدي محمد جواد ظريف ملابس غريبة ويستعرض ابتساماته، لكنه إرهابي وقاتل".

الأكثر قراءة