تحرك جماعي لفسح اللقاحات في إفريقيا «2 من 2»
إننا في مجموعة البنك الدولي نعلم أن التردد في أخذ اللقاحات حقيقي. وتتضمن مشاريعنا تقديم الدعم لبرامج تواصل مصممة، حيث تلائم ظروف كل بلد لمعالجة التردد في أخذ اللقاحات، بما في ذلك الاستخدام المبتكر لوسائل التواصل الاجتماعي. في كوت ديفوار، على سبيل المثال، كانت معدلات التطعيم متدنية حينما بدأت الحملة في آذار (مارس) لكنها ازدادت من 2000 شخص إلى 20 ألف شخص يوميا في غضون أسابيع استجابة للطلب المتزايد وتحسن ثقة المواطنين. وبالمثل، قامت سيراليون وملاوي ورواندا وغانا على وجه السرعة بتوزيع جرعات اللقاحات التي تلقتها.
وإضافة إلى جهودنا الجارية للتنسيق مع فريق العمل الإفريقي للحصول على اللقاحات، وخلال الفترة الماضية أعلن البنك الدولي اتفاقا جديدا مع مرفق كوفاكس للمساعدة على تسريع وتيرة توريد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا على مستوى العالم من خلال آلية تمويل جديدة تستند إلى ترتيب لتقاسم التكاليف في إطار التزام السوق المسبق الذي ينسقه تحالف واسع وكبير في للقاحات.
ويتيح هذا الاتفاق الجديد للدول المشاركة في التزام السوق المسبق شراء جرعات زيادة على الجرعات المدعومة بالكامل من المانحين ويحصلون عليها بالفعل. وسيكون بمقدور كوفاكس الآن إجراء مشتريات بالدفع مقدما من مصنعي اللقاحات على أساس الطلب المجمع من مختلف الدول باستخدام التمويل المقدم من البنك الدولي. وسيتاح للدول النامية المشاركة وضوح ورؤية أفضل للقاحات المتاحة، وكمياتها، وجداول التسليم المستقبلية. وسيمكن هذه الدول من الحصول على الجرعات في وقت مبكر، وإعداد وتنفيذ خطط التطعيم على نحو أكثر فاعلية.
ويعني هذا التطور أن التمويل المقدم من البنك الدولي سيدعم شراء وتوزيع جرعات اللقاح التي يتم توفيرها من خلال فريق العمل الإفريقي للحصول على اللقاحات ومرفق كوفاكس.
ومع التنسيق ستكون الشفافية عاملا رئيسا في تسريع وتيرة جهود التطعيم. وهي ضرورية لتحسين الوضوح والشفافية بشأن هذه السوق الناشئة للقاحات، وكميات الإنتاج المتوقعة، والجداول الزمنية للتسليم، وخيارات الشراء بالدفع المسبق. ولذلك، دشنت فرقة العمل المعنية بتوفير لقاحات كورونا وعلاجاته ووسائل تشخيصه للدول النامية التي أنشأتها مجموعة البنك الدولي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية موقعا إلكترونيا جديدا يشتمل على المرحلة الأولى لقاعدة بيانات عالمية ولوحات بيانية مصنفة حسب الدول بشأن اللقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص. وتهدف قاعدة البيانات العالمية واللوحات البيانية المصنفة حسب الدول بإبرازها مواطن نقص محددة إلى تركيز الاهتمام العالمي وجهود تعبئة الموارد المالية.
ولا يمكن تحقيق إتاحة اللقاحات في شتى أنحاء العالم إلا بالعمل الجماعي وبشفافية. ولن يتسنى لنا النجاح في تحقيق أهداف التطعيم ضد فيروس كورونا في إفريقيا إلا من خلال التعاون الوثيق مع شركائنا والإحساس المشترك بوجوب التحرك على وجه السرعة.