"إنما المؤمنون إخوة"
إن المسؤولية الاجتماعية تنطلق في عدد من المجالات المختلفة والمتنوعة التي تعمل بتوازٍ جنبا إلى جنب مع باقي الخدمات التي تقدم للمحتاجين من المواطنين، والعمل الاجتماعي يمكن أن يعتمد على المبادرات الفردية التي قد تصل إلى مشاريع كبيرة هادفة تقدم خدماتها لكثير من المحتاجين، فالعمل الاجتماعي يقع على عاتق الجميع سواء القادرون أو غيرهم، فالتجار ورجال العقار مثلا يقع على عاتقهم العبء الأكبر في الخدمة الاجتماعية لأنهم قادرون، ولأنهم يجب أن يكونوا القدوة لصغار العقاريين والمهتمين، ولتعرف الناس الذين يؤمنون بفكرة جشع التجار عموما (والعقاريين خصوصا) أن العمل العقاري قد ينطوي على عمل خيري هادف ونبيل وهذه الأعمال الخيرية يمكن أن تقنن وتنظم.
ففكرة إنشاء شركات غير ربحية كشركات البناء التي تمول من الزكاة والصدقات والتي تخدم ذوي الدخل المحدود أو المعاقين أو الأرامل وغيرهم يمكن أن تعمل على توفير مسكن ملائم لهذه الفئات الضعيفة، وبالتالي تحسين مساكن هؤلاء المحتاجين، مثل إجراء تعديلات في المنزل للمعوقين لتتناسب مع متطلباتهم الحياتية اليومية، أو تحسين المسكن ليتلاءم مع احتياجات الأسرة . فرجال العقار الحقيقيين يعملون بضمير المواطن المستشعر لمشكلات الآخرين وحاجاتهم، ومثل هذه الشركات أو الأفراد لابد من تكريمهم والإعلان عن أعمالهم التي قاموا بها بشكل خيري، وذلك لتدعيم فكرة المسؤولية الاجتماعية، فلو قام كل تاجر بمد يد العون لعدد من الأسر وأعلن عن ذلك لكان حافزا لغيره على ألا يقصد بها المظاهر والتباهي إنما يقصد التدعيم والتشجيع وإنشاء فكرة العمل الاجتماعي التطوعي (أو غير الربحي)، فيمكن التبرع بقطعة أرض أو مبلغ من المال للاستفادة منها بتقديم خدمات للمحتاجين طالبي السكن.
الفكرة بسيطة تبدأ بالإحساس (الإحساس بالمحتاجين واستشعار حاجاتهم حتى لو لم يطلبوا).
البحث عن المحتاجين (والذين هم موجودين في كل مكان !!)
النظر في أهم احتياجاتهم (تعديل البيت الذي بلا سقف – إيجاد بديل للأعشاش أو بيوت الصفيح ببدائل تناسب الاستخدام).
العمل بتعاون لتحقيق أحلام طال انتظارها.
وأخيرا الاستمتاع بالراحة النفسية التي سيشعر بها أي شخص قام بعمل سام بعيدا عن الأهداف التجارية الربحية.
فمع وجود عديد وعديد من أهل الخير والعطاء وهو الأمر غير المستغرب علينا، يجب تحديد الأولويات وتنظيم العمل لنجعل منه أكثر فائدة ولتقديم أكبر خدمة ممكنة للمحتاجين.
ولا ننس أن ديننا الحنيف حثنا على الترابط والتعاون فقد قال، صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".