واشنطن وبكين .. خطوط الاتصال مفتوحة
من حين لآخر، يتساءل المراقبون عن العلاقات المضطربة بين الولايات المتحدة وبكين .. هل هي من قبيل الصراع أم المنافسة السياسية والاقتصادية الطبيعية بين الدول ولا سيما الكبيرة والمؤثرة منها؟
كمالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، جاوبت على السؤال أمس، حيث إنها أبلغت الرئيس الصيني شي جين بينج أن واشنطن لا تسعى إلى مواجهة مع الصين لكنها ترحب بالمنافسة.
وقالت هاريس في مؤتمر صحافي بمقر إقامة السفير الأمريكي في بانكوك في نهاية رحلة لآسيا تضمنت لقاء مع الزعيم الصيني "نرحب بالمنافسة لكننا لا نريد صراعا ولا نسعى للمواجهة".
وأضافت أنها أكدت مجددا أيضا لشي رسالة من الرئيس جو بايدن مفادها "أننا نعتزم الإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة لأن.. ذلك في مصلحة العالم وكلتا الدولتين".
بدورها، قالت الصين أمس إنها منفتحة على اجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي على هامش منتدى أمني إقليمي في كمبوديا هذا الأسبوع، في مؤشر على تحسن العلاقات بعد اجتماع زعيمي البلدين في وقت سابق هذا الشهر.
وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الصيني وي فنج خه ووزير الدفاع الأمريكي أوستن لويد بشكل منفصل أنهما سيحضران اجتماعا مع وزراء الدفاع في رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان".
وأصدرت وزارة الدفاع الصينية بيانا نقل عن المتحدث باسم الوزارة تان كيفي قوله إن "الصين تتبنى موقفا منفتحا وإيجابيا من تبادل الآراء مع الولايات المتحدة".
وقال أيضا إن الجانبين ينسقان بشأن "تبادل الآراء" في المنتدى المقرر عقده بعد غد الأربعاء.
وسيكون هذا هو اجتماع عسكري رفيع المستوى بين البلدين منذ أن أوقفت الصين الحوار المنتظم بين القادة العسكريين في البلدين في أغسطس ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
تعد الصين تايوان المتمتعة بالحكم الديمقراطي إقليما منشقا.
وعقد الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الأمريكي جو بايدن اجتماعات في إندونيسيا الأسبوع الماضي، على هامش قمة مجموعة العشرين، في أول اجتماع مباشر بينهما منذ تولي بايدن منصبه في أوائل 2021.
وتدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في الأعوام الأخيرة لأسباب مثل التجارة وحقوق الإنسان وتايوان.
وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينج عن أمله في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. وفي اجتماعه مع نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في بانكوك، وصف شي اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع بأنه "استراتيجي وبناء"، طبقا للتلفزيون الرسمي.
ونقل تلفزيون الصين المركزي "سي.سي.تي.في" عن شي قوله إن الاجتماع مع بايدن في بالي بإندونيسيا سيكون دليلا مهما في المرحلة المقبلة للعلاقات الأمريكية - الصينية.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج إنه يأمل في أن تقوم الصين والولايات المتحدة بتعزيز التفاهم المشترك وتقليص سوء التفاهم وسوء التقدير، وأن تعملا معا من أجل إعادة العلاقات الثنائية إلى مسار صحي ومستقر.
وأضاف الرئيس الصيني أنه يأمل في أن "تضطلع هاريس بدور نشط لتحقيق هذا الهدف".
وأكد التلفزيون الرسمي الصيني أنه تم عقد الاجتماع، بناء على طلب الجانب الأمريكي.
وأوضح مسؤول بالبيت الأبيض أن هاريس وجهت "تحية مقتضبة" لشي، قبل الانضمام إلى المداولات في قمة "أبيك". ونقل المسؤول عن هاريس قولها إن الولايات المتحدة لا تسعى للمواجهة مع الصين، وإنه يتعين على البلدين التعاون بشأن القضايا الدولية وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.
ونقل التلفزيون الرسمي الصيني أيضا عن هاريس قولها إن الاجتماع بين شي بينج وبايدن كان ناجحا، وأن الولايات المتحدة لم تسع للمواجهة ولا الصراع مع الصين، مؤكدة ضرورة تعاون الجانبين بشأن معالجة القضايا الدولية.