السيارات الكهربائية .. الاستثمار في الصناعات المتقدمة

تم الإعلان بحمد الله عن افتتاح أحد أكثر المصانع تطورا في صناعة السيارات الكهربائية في المملكة في تحول كبير على مختلف الأصعدة وهو نتاج ثمار التزام المملكة برؤيتها المباركة 2030 في تنويع مصادر الدخل والاستثمار من خلال مشاريع نوعية توفر عديدا من الميزات للاقتصاد الوطني وتعزز من تكامل المنظومة الصناعية والاحتياجات الأساسية للمجتمع وهذه المشاريع العملاقة تحقق نتائج مهمة منها الاستثمار في آخر التطورات التقنية في صناعة السيارات، حيث إن سيارات لوسيد موتورز Lucid Motors تعد واحدة من أفضل المنتجات في قطاع السيارات الكهربائية وذلك لتقنياتها المتقدمة في السيارات التي تصنعها وقدرتها على سير مسافة طويلة لكل شحنة واحدة إضافة إلى سرعة شحن المركبة وهذان العنصران يعدان الأهم حاليا في تطور تقنيات صناعة السيارات الكهربائية التي تحرص عليها الشركات للوصول إلى أعلى مسافة ممكنة لكل شحنة واحدة وألا يستغرق شحن السيارات فترة طويلة حيث إن هذا قد يعوق استخدام هذه السيارات نتيجة لأن توافر مصادر لشحن هذه السيارات محدود نسبيا في الوضع الحالي والانتظار لشحن السيارة مدة طويلة قد يعوق استخدامها في السفر والمسافات الطويلة ويجعل استخدامها فقط داخل المدن.
تطورات صناعة السيارات خصوصا الكهربائية تعزز من سياسة المملكة في تنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط بل الأمر أبعد من ذلك وهو أن تكون جزءا من التحول الذي يشهده العالم في التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات ولكن وفق سياسة معقولة ومنطقية وليس من خلال إجراءات قد تؤدي إلى تبعات من شأنها زيادة مستوى الأسعار إلى مستويات عالية تنعكس بصورة سلبية على الاقتصاد العالمي. مصنع لوسيد موتورز Lucid Motors لن يكون الوحيد في المملكة، بل تم الإعلان عن شركة سعودية جديدة في صناعة السيارات الكهربائية وهي شركة سير CEER التي تعد علامة سعودية بالكامل.
صناعة السيارات الكهربائية سيكون لها أثر كبير في الطلب على المحتوى المحلي خصوصا أن المملكة تستثمر بشكل كبير في قطاع التعدين ولديها مخزون عال من المنتجات المعدنية التي يمكن أن تتحول إلى محتوى بعائد عال للاقتصاد الوطني لكون هذا العائد يأتي من تحويل المواد الخام إلى منتج نهائي ما يعظم العائد من المعادن التي يتم استخراجها خصوصا أن المملكة لديها مخزون كبير من مختلف المعادن التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية التي تحتاج من المعادن أضعاف ما هو موجود في السيارات التي تستخدم الوقود.مصانع السيارات الكهربائية سيكون لها أثر في عدد جيد من الوظائف الجيدة التي تستهدف المملكة توفيرها بدخل يتناسب مع احتياجات المواطن وإمكاناته وتجعل المملكة حاضنة للكفاءات من مختلف دول العالم وهذا أحد أهداف رؤية 2030 وهي زيادة نسبة الوظائف الجيدة للمواطنين، واستقطاب الكفاءات والمواهب للعمل والعيش فيها وقد تم العمل على صناعة مدن تناسب عيش هذه الفئة من الناس أبرز هذه المشاريع مدينة نيوم التي تعد نموذجا جديدا عالميا للحياة التي تستخدم أعلى المعايير لبيئة خالية من الملوثات في منطقة معتدلة الأجواء ومتوسطة في المكان في هذا العالم.
توطين صناعة السيارات الكهربائية سيكون له عائد على الحياة العامة في المملكة حيث سيوفر منتجا عالي الجودة بمواصفات عالية وسيخفف من استهلاك الوقود فيها بنسبة عالية فيما لو انتشرت هذه السيارات في السوق المحلية وهذا أمر متوقع خلال أعوام قليلة مقبلة ـ وهذا من شأنه أن يخفف الانبعاثات والتلوث ويزيد من جودة الحياة وهذا من المستهدفات بأن تكون المدن السعودية من أفضل مناطق العيش والأفضل بيئيا وقد شهدت السعودية عملا جبارا في مشاريع مثل الرياض الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وزيادة هائلة في عملية التشجير في مختلف المدن إضافة إلى العمل على المسار الرياضي ومترو الرياض ودعم مشاريع النقل العام في الداخل وتنوع وسائل النقل بما في ذلك القطارات بين المدن، ما يؤدي بمجموعة إلى نتائج سريعة باتجاه تحقيق جودة الحياة.
الخلاصة: إن مصنع لوسيد موتورز Lucid Motors في المملكة ومشاريع أخرى يتم العمل عليها ومشاريع مقبلة سيكون لها الأثر الكبير في الاقتصاد الوطني من خلال توفير وظائف جيدة وتعظيم منافع والعائد الاقتصادي للمنتجات الأساسية التي تنتجها واستقطاب الكفاءات والمواهب لسوق العمل وتحقيق مستهدفات المملكة فيما يتعلق بجودة الحياة وتخفيف الانبعاثات ويرفع من تصنيف المدن بها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي