القوة الناعمة
الرياضة ـ وكرة القدم بالذات ـ تستأثر بالحب والمتابعة والنقاشات والمداولات في كل مواقع العمل والترفيه. الكرة السعودية ـ في هذه الأيام ـ هي محور أحاديث ونقاشات دول العالم، بما استأثرت به من نجوم وما قدمته لهم من حوافز ومزايا، ما أسهم في حالة غير مسبوقة من المتابعة والاهتمام حتى من وسائل الإعلام العالمية.
أتذكر هنا القوة الناعمة التي من خلالها تتمكن الدول من تحسين علاقاتها وترويج منتجاتها وجذب المستثمرين والسياح نحوها. هذه القوة الناعمة تحتاج إلى متابعة دقيقة تشمل التأكد من إيجابية النظرة الخارجية لتلك المبادرات المهمة، وتراقب الظواهر الأخرى المتعلقة بهذه القوة سواء كانت لمصلحة أو ضد المصالح الوطنية العليا. هذا الدور قد يكون ضمن مهام مجموعة من الوزارات كالتخطيط والاستثمار وغيرها من جهات الرقابة والتشريع، لتنمية الفوائد ومحاصرة ما يمكن أن يضر بالبلاد من المخرجات.
قد يقول قائل إنه ليس هناك ضرر من هذه المبادرات، لكننا نشاهد في حالات كثيرة محاولات للإساءة، يتبناها الحاقدون أو الرافضون للتطور الهائل الذي تعيشه بلادنا على كل المستويات، وكل ذي نعمة محسود. ولهذا فإن التأكيد على الاستفادة القصوى من كل ما يتم بذله من أموال واستثمارات وجهود وطنية أمر مهم، ولعل قياس الظواهر الاجتماعية وردود الأفعال على ما يتحقق من إنجازات مهم في دعم المخرجات الإيجابية والجاذبية الجديدة لبلادنا، سواء في المجالات الصناعية أو السياحية أو التجارية، وحتى النظرة التي تبارك للوطن من قبل أبنائه والساكنين فيه من غير أبنائه، ونحن نراقب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية من حولنا، ومحاصرة ما يضر أو يكون سلبيا للمنظور الشامل للبلاد.
نشاهد المقاطع التي تبرز الارتباط العاطفي لأشخاص عاشوا بيننا في المملكة، وما يراه كثيرون ممن لم يعرفوها من قبل من الراحة والأمن والأريحية لدى الأشخاص والأسر والجهات التي تنظم حياة الناس. هذه الشواهد تذكرنا دائما بأن نبني ونسعد ونبرز ما يتحقق للوطن وأهله في كل المنصات ووسائل التواصل. تتضاعف أهمية هذه الأمور ونحن نعيش في قرية عالمية يصل فيها كل شيء إلى أبعد الحدود في ثوان معدودة، وتتكون فيها الصداقات والعداوات عبر المسافات، دون أن يمنعها زمن أو لغة أو حواجز ثقافية واجتماعية ومادية.