الدولار القوي يدفع الحكومات الآسيوية إلى تعزيزات لحماية عملاتها من التقلبات
تتخذ الحكومات الآسيوية إجراءات متزايدة لايقاف انخفاض عملاتها التي تعرضت لضربة قوية هذا العام بسبب الدولار الأمريكي القوي.
أدت قوة الاقتصاد الأمريكي وأسعار الفائدة الأعلى إلى ضعف العملات الآسيوية. ويستجيب صناع السياسة في آسيا لقوة الدولار بدرجات متفاوتة، بدءاً من إصدار تحذيرات شفهية إلى رفع أسعار الفائدة. ويعتقد أن بعضهم تدخل من خلال شراء عملاتهم المحلية، وهي خطوة صعبة يمكن أن تضعف مصداقية أي بنك مركزين وفقا لصحيفة "نيكاي آسيا".
يركز محللو العملات على مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر أبريل المقرر صدوره يوم الأربعاء بعد أن تسببت بيانات مارس في انخفاض الين.
كان أحدث البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، تقرير الوظائف غير الزراعية، أضعف من المتوقع، ما يعني أن العملات الآسيوية قد ترتاح قليلا. لكن هذا وحده لن يدفع الدولار للانخفاض، وفقاً لفيونا ليم، كبيرة استراتيجيي العملات في "مايبانك" في سنغافورة. قالت إن بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة "ستحدد في الواقع الخطوة التالية للعملات الآسيوية مقابل الدولار".
يعد الين الياباني أحد العملات الآسيوية الأكثر تأثرا بالاقتصاد الأمريكي. ويبدو أن الحكومة اليابانية تدخلت مرتين في الآونة الأخيرة لدعم عملتها، على الرغم من أن البيانات الرسمية لم تصدر بعد، كما يقول محللون. فقبل التدخل الأول المشتبه به، انخفض الين متجاوزا 160 مقابل الدولار، مسجلاً أدنى مستوياته خلال 34 عاما.
وفي كوريا الجنوبية، تقلصت احتياطيات النقد الأجنبي نحو ستة مليارات دولار الشهر الماضي، مقارنة بما كان عليه في مارس، ويرجع ذلك جزئيا إلى جهود البلاد لإيقاف انخفاض الوون. تدخلت وزارة المالية والبنك المركزي في كوريا الجنوبية لفظيا في أبريل، محذرين من تحركات سريعة للعملة، بعدما وصل الوون إلى 1400 مقابل الدولار للمرة الأولى منذ عام ونصف تقريبًا. ومنذ ذلك الحين ارتفع سعر الوون وتم تداوله أخيرا عند 1366.50 مقابل الدولار، وفقًا لـ"رفينيتيف".
وفي إندونيسيا، رفع البنك المركزي بشكل غير متوقع سعر الفائدة القياسي الشهر الماضي 25 نقطة أساس إلى 6.25% لتعزيز عملته. وارتفعت الروبية الإندونيسية إلى نحو 16 ألفا مقابل الدولار، صعودا من نحو 16300 قبل الزيادة المفاجئة في سعر الفائدة، لكنها لم تنتعش حتى الآن بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات الشهر الماضي.
وكانت الروبية الهندية إحدى العملات الآسيوية الأكثر استقرارا، على الرغم من أنها انخفضت إلى أدنى سعر لها على الإطلاق مقابل الدولار – 83.739 – الشهر الماضي.
أدار الاحتياطي الهندي العملة إدارة محكمة منذ أكتوبر تقريبا، حيث يتم تداولها في نطاق ضيق حول 83 روبية، وفقًا لروب كارنيل، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مجموعة آي إن جي في سنغافورة.
قال كارنيل إن جميع البنوك المركزية والإقليمية في آسيا باستثناء ماليزيا لديها احتياطيات من النقد الأجنبي لتغطية أكثر من ستة أشهر من الواردات، وهو معيار الاحتياطي الكافي.
ويتداول الرينغيت الماليزي عند 4.737 مقابل الدولار بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى له منذ 26 عاما حين تراجع إلى 4.7965 في فبراير. ويعود سبب ضعف الرينغيت إلى قوة الدولار، وانخفاض فائض الحساب الجاري الماليزي، وارتباط الرينغيت القوي باليوان الصيني المتراجع.