الهند تجتذب شركات معدات صناعة الرقائق كبديل عن الصين
تتجه شركات معدات صناعة الرقائق إلى إنشاء قواعد عمليات في الهند، حيث تبرز البلاد كبديل واعد للصين وسط التوترات بين بكين والغرب.
بسبب مخاوف إزاء البنية التحتية مثل المياه والكهرباء، لم تجتذب الهند بعد مصانع كثيرة لتصنيع أشباه الموصلات. ويعتقد أن حصة البلاد من سوق معدات الرقائق أقل من 1%، ما يدل على وجود فجوة كبيرة مع الصين الرائدة التي تستحوذ على حصة 34%، بحسب "نيكاي آسيا".
لكن، في السنوات الأخيرة، أصبح إبعاد سلاسل التوريد الدولية عن الصين بسبب التوترات مع الولايات المتحدة رياحا مواتية للهند.
تعمل شركة أبل على تحويل إنتاج أجهزة آيفون وغيرها من المنتجات من الصين إلى الهند. وبفضل تدفق الموردين إلى حيث يتم إنتاج الهواتف الذكية وغيرها، يسود رأي بين المحللين أن سوق الهند تتجه نحو نمو قوي.
تخطط مجموعة تاتا الهندية لبناء مصنع لأشباه الموصلات في ولاية غوجارات بالهند، باستخدام تكنولوجيا شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية باور سيميكوندمتور مانوفاكتورينج. سيصل إجمالي الاستثمار في المصنع، الذي من المقرر أن يبدأ تشغيله في 2026، إلى 910 مليارات روبية (10.9 مليار دولار).
قال أشويني فايشناو، وزير الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات الهندي: "ستكون الهند من بين أكبر 5 أنظمة بيئية للرقائق في العالم بحلول 2029".
تتطلب عملية التجميع لتحويل أشباه الموصلات إلى مكونات إلكترونية عمالة كثيرة، لذلك تضع عديد من الشركات خططا لبناء مصانع في الهند، حيث تكون تكاليف العمالة منخفضة.
كما تعمل شركة ميكرون تكنولوجي الأمريكية لصناعة شرائح الذاكرة على بناء مصنع في ولاية غوجارات من المقرر أن يبدأ عملياته في 2024.
وبحسب شركة كاونتربيوينت تكنولوجي ماركت ريسيرتش، ستصل سوق الهند المرتبطة بأشباه الموصلات إلى 64 مليار دولار في 2026، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف حجمها في 2019. كما أشادت "سيمي" بالهند بصفتها مكانا جذابا لتصنيع أشباه الموصلات والمشتريات.
استعدادا لمصانع صناعة الرقائق الجديدة، بدأ صانعو المعدات في إنشاء متاجر.
أنشأت "طوكيو إلكترون" بالفعل قاعدة تسويقية. قالت الشركة: "بالنسبة لصناعة أشباه الموصلات، التي تتطلب تركزا من الموردين، تعد الهند سوقا جذابة يمكن توقع كل من الابتكار التكنولوجي ونمو السوق فيها".
وتمتلك شركة أدفانتست اليابانية قاعدة في مطور برمجيات هندي استحوذت عليه في 2013 وتفكر في فتح قاعدة مبيعات في الهند.
وقالت شركة "كانون" هذا الشهر إنها ترى الإسهام في صناعة أشباه الموصلات في الهند على أنه ركيزة للنمو، مشيرة إلى الفرص المتاحة في الطلب.
من بين الشركات الأمريكية، افتتحت "لام" مركزا هندسيا بوظائف تطوير بسيطة في 2022 استجابة لطلبات العملاء. وذكرت "أبلايد ماتيريالز" خطط استثمار 400 مليون دولار لإنشاء مركز تطوير.
أما على صعيد الهند، حيث يشكل توفير فرص عمل تحديا، فقد كان الشروع في صناعات متطورة أمنية طال انتظارها. أعلنت إدارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في 2021 أنها ستستثمر 760 مليار روبية لدعم إنتاج أشباه الموصلات.
ومع ذلك، لا تزال هناك شواغل تتعلق بالبنية التحتية. تكنولوجيا التصنيع الأمامية، مثل تشكيل الدوائر، معقدة للغاية، كما قال كروفورد ديل بريت، رئيس شركة أبحاث التكنولوجيا آي دي سي. وأضاف أنه إلى أن يتم إنشاء بنية تحتية صناعية، فمن المرجح أن يكون التركيز على عمليات الإنتاج الخلفية، مثل تغليف الرقائق.