السعودية تعزز اقتصاديات المحميات .. فرص وظيفية واستثمارية وأمن غذائي

السعودية تعزز اقتصاديات المحميات .. فرص وظيفية واستثمارية وأمن غذائي
الرعي المنظم يعد ركيزة أساسية في ازدهار المحميات والحفاظ على التنوع البيولوجي.
السعودية تعزز اقتصاديات المحميات .. فرص وظيفية واستثمارية وأمن غذائي
صورة لحيوان الضب من الحياة الفطرية في محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية. "الاقتصادية"
السعودية تعزز اقتصاديات المحميات .. فرص وظيفية واستثمارية وأمن غذائي
عبدالعزيز العقيلي
السعودية تعزز اقتصاديات المحميات .. فرص وظيفية واستثمارية وأمن غذائي
طارق الحسين
السعودية تعزز اقتصاديات المحميات .. فرص وظيفية واستثمارية وأمن غذائي
عبيد العوني

تسعى السعودية إلى دعم حماية البيئة عبر تطوير المحميات، لتهيئة بيئات تنتج مواسم متعددة للإنتاج الزراعي والحيواني، لتسهم في إضافة عوائد اقتصادية كبيرة وخلق فرص وظيفية واستثمارية، إضافة إلى الدعم العلمي والبحثي المتنوع، بحسب مختصون تحدثوا لـ"الاقتصادية".

وأوضحوا أن الرعي المنظم يعد ركيزة أساسية في ازدهار المحميات والحفاظ على التنوع البيولوجي وتحسن مستوى جودة اللحوم بعيدًا عن الأغذية المستوردة أو المكملات الغذائية المصنعة، بالتالي تعدد مصادر الغذاء كذلك جانب النباتات الطبية والعطرية التي تنتج الغذاء والأدوية والزيوت العطرية والطبية والغذائية التي تتجاوز الـ1000 نوع.

يقول طارق الحسين الممثل الإقليمي للجمعيات البيئية والروابط الخضراء لدى وكالة التنمية المستدامة في وزارة الاقتصاد والتخطيط، إن إنشاء وتطوير المحميات الملكية مع نظيراتها الطبيعية في السعودية يدعم كونها أحد مرتكزات السياحة البيئية.

ويضيف أن "تطوير المحميات يمكنها من استقبال الزوار عبر تنظيم الرحلات السياحية للمحميات البرية والبحرية في السعودية التي تتمتع بـ62 نظاما بيئيا متنوعا، أو من خلال السماح بصيد الكائنات الفطرية بعد بلوغها درجة تستوجب صيدها حفاظًا على استدامة الغطاء النباتي في المحميات التي أصبحت ملاذا آمنا لهجرة مئات الملايين من الطيور المهاجرة أو الزائرة في بمختلف فصول السنة".

يسترسل الحسين قائلا "تدعم المحميات كذلك الجوانب العلمية والتجارب البحثية والدراسات كون الموقع الجغرافي المتميز للسعودية يقع على خطوط الهجرة وتنقل الكائنات الفطرية في شمال الكرة الأرضية عبر المرور في أراضي وأجواء السعودية".

ونبه إلى كون المحميات تحمل مردودا اقتصاديا للمنتجات المحلية التي تبرز الهوية الثقافية للسكان المحليين الموجودين في نطاقات المحميات الملكية عبر عرض المنتجات الغذائية والمكملات من منسوجات مختلفة وأدوات وأواني تدعم الاستدامة وإبراز الموروث الثقافي والآثار الموجودة منذ آلاف السنين التي تتفرد بها السعوديو لتصبح مزارات سياحية تبرز الهوية التاريخية للمجتمع السعودي.

ويرى عبيد العوني ناشط بيئي ومهتم بالحياة الفطرية، أن المحميات تسهم في ترسخ مكانة السعودية كوجهة سياحية رائدة، حيث تستهدف استقطاب أكثر من 2.3 مليون زائر سنوياً، إضافة إلى إعادة تأهيل وحماية أكثر من 15 موقعاً من المواقع الأثرية والتاريخية بحلول 2030.

وأكد أن المستهدفات الإستراتيجيات الشاملة للمحميات الملكية، تركز على حماية الحياة الفطرية وأنشطة التشجير وتعزيز السياحة البيئية وتوفير فرص العمل، كما وتمثل المحميات الملكية وجهات متميزة للسياحة البيئية، كالغوص واكتشاف جمال البحر الأحمر. وإحياء جزر المنقروف وهي أشجار ذات طابع جذب لطيور المهاجرة والسياح وسواحل ممتازة في الشتاء.

وأشار المتخصص في المجال البيئي إلى إسهام المحميات في تحقيق أجزاء كبيرة من مبادئ ومرتكزات الاقتصاد الأخضر من حيث الاستفادة من تنمية الغطاء النباتي كونه يدعم الأمن الغذائي بالاستفادة من منتجات غذائية لكثير من الأشجار عبر التسويق المباشر ولا سيما في الأسواق الموسمية لأنواع غذائية مختلفة من الثمار المأكولة مباشرة أو دخولها في الصناعات الغذائية.

وقال "على سبيل المثال لا الحصر ثمار شجيرات الشفلح واللصف التي يصنع منها المخللات التي يتم استيرادها وموجودة في الأسواق أو نبات السمح كمكمل غذائي للحبوب، أو إنتاج أنواع مختلفة من العسل الطبيعي".

وأوضح "دعمت المحميات تعدد مواسم الرعي للنحل التي كانت في السابق لا تتجاوز نوعين هما موسم السدر و موسم الطلحيات، أما الآن فقد تعددت بعد دخول موسم التزهير لأشجار البان العربي والكين وعديد من الشجيرات الصغيرة والأشجار، حيث تجاوزت الـ20 نوعا، التي أصبحت معروضة في الأسواق المحلية وغيرها من الثمار التي تعد منتجات ذات قيمة غذائية وصحية خالية من الإضافات الكيميائية من أسمدة أو محسنات لا تتطلب جهدا ولا تحتاج مبيدات كونها تعتمد على المكافحة الحيوية من عناصر البيئة المحيطة".

‏ بدوره، يرى البروفيسور عبدالعزيز العقيلي الأكاديمي والمتخصص في الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي، أن المحميات الملكية مازالت في طور التأسيس وبناء القدرات ووضع البنى التحتية ولا شك انها ستكون داعم اقتصادي سواء على المستوى المجتمع المحلي وكذلك على مستوى الدولة، وقبل ذلك حماية المكون النباتي والحيواني وحمايته من خطر الانقراض.

واسترسل العقيلي: على المستوى السياحي، فعند ازدهار المكون النباتي والحيواني واكتمال البنى التحتية للزيارات والرحلات والاستجمام وربما الصيد المستدام، فبالتأكيد ستكون عاملاً جاذباً للمواطنين والزوار من دول الخليج ولاحقاً دول العالم". نحن نفرح باللون الأخضر وقطرات المطر عند سفرنا للخارج ونفس هذا الشعور يتولد لدى الزوار من تلك الدول حينما تطأ اقدامهم الرمال الذهبية ويحسون بهدوء الصحراء وبريق نجومها في الليل. وفي نهاية حديثة قال "المكتسبات كثيرة حقيقة، ولكن التغيير لا يحدث بيوم وليلة وانما يحتاج وقتاً لتنتعش الأرض وتعود اليها الحياة كما كانت".

 

الأكثر قراءة