صناعة إدارة الثروات الهندية تدخل مرحلة محورية بـ1.7 مليون مليونير في 2027
تدخل صناعة إدارة الثروات في الهند مرحلة محورية، إذ تقدر الأصول المدارة حاليا بـ 1 إلى 1.2 تريليون دولار. ومع كون الهند أسرع الاقتصادات نموا، إلى جانب مشهد استثماري ديناميكي، فإن صناعة إدارة الثروات في البلاد تستعد للتوسع.
سيعتمد مستقبل إدارة الثروات على قدرة مديري الثروات على تلبية الاحتياجات المعقدة لجيل جديد من المستثمرين أصحاب الثروات الكبيرة، إذ تشير تقديرات الصناعة إلى أن عدد أصحاب الثروات الكبيرة في الهند ينمو 16% سنويا ومن المرجح أن يصل إلى 1.67 مليون بحلول 2027، ويعود هذا لتكوين ثروات جديدة وظهور مستثمرين جدد في البلاد، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية.
كما نما عدد إقرارات ضريبة الدخل لمن يتجاوز دخلهم 10 ملايين روبية بمعدل سنوي مركب 18% على مدى العقد الماضي، ومقارنة بنمو 10% في العدد الإجمالي لإقرارات ضريبة الدخل، يشير الفارق إلى توسع في فئة الدخل المرتفع وهو مؤشر رئيس لزيادة أصحاب الثروات الكبيرة.
تشهد المدن غير المصنفة مدنا كبيرة معدلات نمو لا تنافس معدلات نمو المراكز الحضرية الكبرى فقط، بل تتفوق عليها في بعض الحالات، وأدى هذا الارتفاع إلى زيادة كبيرة في وعي المستثمرين ونشاط الاستثمار في هذه المناطق.
ونمت حصة الأصول المدارة في صناديق الاستثمار المشتركة من المناطق خارج المدن الخمس الكبرى بشكل كبير وارتفعت من 26.6% إلى 47.4% على مدى العقد الماضي.
تشهد سلوكيات استثمار أصحاب الثروات الكبيرة في الهند تحولا ملحوظا يتسم بالانتقال من الأصول التقليدية إلى محافظ أكثر تنوعا وتطورا. تاريخيا، كان المستثمرون يفضلون الأصول المادية مثل العقارات والذهب.
لكن هذا يتغير، إذ يوجه أصحاب الثروات الكبيرة أموالهم نحو الأصول المالية بازدياد. ويتجلى هذا التحول في نمو الأسهم وصناديق التقاعد والأدوات المالية الأخرى في محافظهم، إذ تضاعفت حصة الأسهم في محافظ أصحاب الثروات الكبيرة من 2.2% إلى 4.7% في العقد الماضي.
كما يجرب أصحاب الثروات الكبيرة بشكل متزايد سبل الاستثمار البديلة، مثل خدمات إدارة المحافظ وصناديق الاستثمار البديلة والأسهم الخاصة، ما يشير إلى زيادة الثقة بأسواق الأسهم وفهم أعمق لإمكاناتها في توليد الثروة.
تقدر العائدات المحتملة من هذه الأصول بين 12-15% للاستثمارات في الأسهم و7-8% للدخل الثابت، مثل السندات والودائع، قد تؤدي هذه العائدات إلى ارتفاع متوسط في قيمة الأصول المدارة نحو 10%.
إلى جانب اتجاهات تنويع الأصول والمدخرات من النمو التدريجي في دخل أصحاب الثروات الكبيرة، قد تشهد صناعة إدارة الثروات نموا هائلا على مدى العقد المقبل.
سيحتاج مديرو الثروات إلى تقديم حلول مخصصة لتلائم الأهداف المالية الفردية ومستوى تحمل المخاطر لأصحاب الثروات الكبيرة. وسيكون أكثر مديري الثروات نجاحا هم الذين يقدمون اهتماما شخصيا، وتواصلا نشطا، وتقارير شفافة، وفهما عميقا لتطلعات عملائهم المالية.
مع تزايد تعقيد المشهد الاستثماري جراء ظهور فئات أصول واستراتيجيات استثمارية جديدة، يحتاج أصحاب الثروات الكبيرة إلى معرفة مختصة وخبرة من مديري ثرواتهم.
يشمل هذا فهما أعمق للاستثمارات البديلة والناشئة، ووصولا إلى الفرص الحصرية، وقدرة على إدارة المخاطر عبر محفظة متنوعة.
ولتعزيز كفاءة الخدمة، قد يستلزم ذلك استخدام تحليل البيانات للحصول على معلومات مالية مخصصة وتقديم تجربة رقمية سلسة للعملاء من خلال المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف المحمولة.
ومع ازدياد ثراء الناس، ستزداد الحاجة إلى مديري الثروات كما سيزداد التوجه نحو الاستثمار في الأصول البديلة.