مريم الأسطرلابية .. إرث علمي يلهم الفتيات في مهرجان العلوم والتقنية 2024
نقشت العالمة المسلمة مريم الأسطرلابية اسمها بمداد من ذهب في مجال العلوم عموما، ومجال الفلك خصوصا، فكانت إحدى أبرز النساء في التاريخ الإسلامي العلمي.
اشتهرت مريم بأعمالها في تصنيع وتطوير الأسطرلابات المستخدمة لتحديد المواقع قديما اعتمادا على حركة النجوم.
كانت العالمة فلكية في بلاط الدولة الحمدانية نهاية القرن العاشر الميلادي، وبفضل مهاراتها في الفلك والهندسة، تمكنت من تطوير الأسطرلاب المعقد، الذي توسع استخدامه ليشمل الملاحة البحرية، واكتشاف الطرق الجديدة، إضافة إلى استخداماته الأساسية لمعرفة مواقيت الصلاة وتحديد القبلة، وتنوعت أشكال وأحجام الأسطرلاب لتظهر أحجام صغيرة يتم حملها كساعة جيب، وكان ذلك قبل اختراع ساعات العقارب.
يظهر تطوير الأسطرلاب في دمج المجالات الخمسة المعروفة بـ "STEAM"، حيث تم توظيف العلوم لفهم حركة النجوم واستخدام التقنية والهندسة لتصميم وصناعة الأداة بدقة، كما اعتمد التصميم أيضا على الحسابات الرياضية لضمان دقة الرصد، إضافة إلى ذلك تم إضفاء عناصر فنية على بعض تصاميم الأسطرلاب، ما يظهر تكاملا بين الفنون والعلوم في ابتكار الأداة متعددة الاستخدامات.
وبعد موت مريم الأسطرلابية بمئات السنين ورغم عدم معرفة تاريخ محدد لوفاتها؛ إلا أن اسمها أصبح ملهما في مجال الفضاء، إذ أطلق الفلكي الأمريكي هنري إي هولت في عام 1990م اسم مريم الأسطرلابية على أحد الكويكبات التي اكتشفها أثناء عمله في مرصد بالومار الفلكي في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
يسلط مهرجان العلوم والتقنية 2024 الذي تنظمه واحة الملك سلمان للعلوم حتى نهاية سبتمبر الجاري، الضوء على العالمة مريم الأسطرلابية، وريادة العالمات السعوديات؛ لتنمية قيم الاعتزاز بالإرث التاريخي لدى زوار المهرجان، وتعزيز الوعي بدور النساء في العلوم، وإلهام الفتيات وتشجيعهن على النظر للعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات "STEM" كمجالات يمكنهن التفوق والريادة فيها بما يحقق تطلعات الوطن وفق مستهدفات رؤية 2030.