شراء هستيري للأسهم الصينية يضغط على أكثر عملة مشفرة تداولا

شراء هستيري للأسهم الصينية يضغط على أكثر عملة مشفرة تداولا
شعار "تيثر" على شاشة هاتف بحي بروكلين في نيويورك. "بلومبرغ"

يظهر أحد أبرز المؤشرات لقياس الطلب على العملات المشفرة أن بعض المستثمرين الصينيين يتحول اهتمامهم من الأصول الرقمية إلى سوق الأسهم المحلية التي تشهد ارتفاعا كبيرا.

رغم أن الصين حظرت تداول العملات المشفرة في 2021، واصل العديد من سكان البر الرئيسي استخدام حسابات ومنصات خارجية لشراء وبيع العملات الرقمية، جزئيا لتجنب القيود المفروضة على رأس المال ونقل الأصول إلى الخارج.

تعد "تيثر يو إس دي تي" المستقرة، العملة المشفرة الأكثر استخداما في العالم، كانت تتداول في بعض الأحيان بخصم مقابل الدولار منذ نهاية سبتمبر، وفقاً لما ذكرته ديسيسلافا أوبيرت، محللة أبحاث كبيرة في شركة بيانات البلوكشين "كايكو". تزامن ظهور هذا الخصم مع سلسلة من إجراءات التيسير التي اتخذها البنك المركزي الصيني لوقف تدهور التوقعات الاقتصادية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم.

يشار إلى أن العملات المستقرة مثل "تيثر" عادة ما تكون مرتبطة بنسبة 1 إلى 1 بأصول مثل الدولار، وتُستخدم لإجراء المعاملات، وكملاذ من التقلبات الشديدة التي تشهدها عملات مثل "بتكوين".

قال ليفيو وينغ الرئيس التنفيذي لمنصة تداول العملات المشفرة "هاش كي" في هونغ كونغ "إذا كان المتداولون يتدافعون للتحويل إلى العملات الورقية، فيمكن الاستنتاج أنهم يشترون الأسهم الصينية بسرعة".

الدولار المقياس الفعلي للنشاط

غياب أزواج تداول "تيثر يو إس دي تي" مقابل اليوان الصيني في منصات العملات المشفرة بسبب الحظر جعل الدولار بمثابة المقياس الفعلي لقياس النشاط، وفقاً لأوبيرت من "كايكو". يشير الخصم الطفيف إلى زيادة الطلب على الدولار وبيع "تيثر".

رغم صعوبة قياس مدى ضغط البيع على "تيثر يو إس دي تي" من قبل المستثمرين الصينيين على منصات التداول، تقدم منصات أخرى صورة أوضح. تظهر سوق "بينانس" للتداول بين الأفراد أن المتداولين الذين يتعاملون باليوان الصيني يقدمون عروض أسعار تتراوح بين 6.78 و 6.98 يوان مقابل "تيثر يو إس دي"، في حين يُتداول اليوان الخارجي بسعر 7.07 مقابل الدولار في السوق التقليدية.

قالت أنابيل هوانغ الشريك الإداري في شركة "أمبر غروب" للاستثمار في الأصول الرقمية في سنغافورة: "نرى ارتباطا مع الطلب على التداول في أسهم الفئة الأولى المحلية". أضافت أن بعض شركات الوساطة كانت مفتوحة حتى خلال عطلة الأسبوع الذهبي في الصين "لاستقبال عملاء جدد".

لا يقتصر هذا الطلب على المستثمرين الأفراد فقط، وفقا لما ذكرته لورا فيديلا ديل بلانكو، رئيسة تطوير الأعمال والاستراتيجية في صندوق التحوط في العملات المشفرة "إم إن إن سي غروب" في نيويورك. حيث تحول بعض المستثمرين المؤسسيين في الشركة إلى تخصيص استثماراتهم نحو الأسهم الصينية.

ارتفع مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 21 % من 23 سبتمبر إلى 30 سبتمبر، وهو اليوم الذي أغلقت فيه السوق الصينية قبل العطلة.

قالت فيديلا ديل بلانكو: "هؤلاء غالباً ما يكونون مخصصين للاستثمار في آسيا، ويعرفون السوق جيدا، ولديهم استراتيجيات متعددة إلى جانب الأصول الرقمية".

تقديرات شركة استخبارات البلوكشين "تشين أناليسيس" تشير إلى أن وسطاء التداولات خارج البورصة في الصين يتلقون تدفقات غير مسبوقة هذا العام، مما يدل على الطلب القوي من المستثمرين الصينيين على العملات المشفرة رغم الحظر المستمر.

قالت هوانغ من شركة "أمبر": "لأول مرة يتمنى الناس أن تكون العطلة الوطنية أقصر، وهي تحركات مذهلة حقاً".

الأكثر قراءة