الأسهم الأمريكية يحركها سلوك القطيع وليست المؤشرات الاقتصادية

الأسهم الأمريكية يحركها سلوك القطيع وليست المؤشرات الاقتصادية
من المرجح أن يظهر مزيد من سلوك القطيع بعد الانتخابات الأمريكية. المصدر: "جيتي"

ارتفاع الأسهم الآن في ذروته، الأمر الذي دفع مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر إس آند بي 500 إلى مستويات مرتفعة جديدة. تحدث المحللون أخيرا عن "سلوك القطيع"، وهو ما يعني عادةً أن السوق تستمر في الارتفاع ولا أحد متأكد تماما من السبب.

اختتم مؤشر إس آند بي 500 الأسبوع بارتفاع 0.9%، في حين ارتفع مؤشر داو 1%، وسجل كل منهما رقما قياسيا الجمعة وحقق مكاسب للأسبوع السادس على التوالي. كما ارتفع مؤشر ناسداك المركب 0.8%.

ارتفعت عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية أكثر من 20% في المتوسط ​​في البنوك الكبرى في الربع الأخير. قال الرئيس التنفيذي لشركة جولدمان ساكس، ديفيد سولومون، في مكالمة الأرباح الثلاثاء: "نرى طلبا كبيرا غير معتاد من عملائنا". وتوقعت المديرة المالية لشركة مورجان ستانلي، شارون يشايا "انتعاشا لأسواق رأس المال لعدة أعوام".

يقول آدم تورنكويست، كبير الإستراتيجيين الفنيين في شركة إل بي إل فاينانشال: "عودة سلوك القطيع في إبرام الصفقات كان موضوعا رئيسيا مع ارتفاع عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية في معظم البنوك الكبرى"، بحسب مجلة بارونز.

اتخذت نبرة مكالمات أرباح البنوك منعطفا نحو الأفضل، كما قال تورنكويست. وأشار إلى أن هذا هو الربع الأول منذ أكثر من عام الذي تظهر فيه عبارات "النمو الاقتصادي" و"الهبوط الناعم" أكثر من "الركود" و"التباطؤ الاقتصادي".

كانت البيانات الاقتصادية الأخيرة إيجابية بالفعل. ارتفعت مبيعات التجزئة 0.4% في الشهر الأخير، وهي نتيجة أفضل من المتوقع. ويبدو أن الاحتياطي الفيدرالي في طريقه لتخفيض أسعار الفائدة مرة أخرى في نوفمبر الثاني بواقع ربع نقطة مئوية.

لكن مع تداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند 22 ضعف الأرباح المتوقعة على مدى الأرباع الأربعة المقبلة، فإن التقييمات تسعّر أكثر بكثير من المشاعر الإيجابية. وبعض العلامات الاقتصادية ليست جيدة للغاية. هناك تلميحات إلى أن المستهلكين يتراجعون في بعض المجالات.

انخفضت أسهم أمريكان إكسبريس الجمعة، لأن عملائها حتى الأغنياء منهم، يشعرون "بالحذر" هذه الأيام، وفقا للمدير المالي للشركة. وتتقاسم هذه المشاعر الشركات التي تخدم طبقات اجتماعية مختلفة، بما في ذلك دومينوز بيتزا.

مشاعر المستهلك المتذبذبة والتقييمات العالية تعني أن الأسهم ستضطر إلى الارتفاع بحذر في بقية العام. ومع إصدار مزيد من أرباح الربع الثالث في الأسابيع المقبلة، يجب على المستثمرين مراقبة ما إذا كانت تقديرات المحللين لعام 2025 سترتفع أم تنخفض.

في الوقت الحالي، يتوقع المحللون ارتفاع أرباح أسهم شركات إس آند بي500 بنسبة 15% في 2025. وإذا انخفض هذا الرقم، فقد تنخفض التقييمات أيضا.

يرى بعض المحللين حافزا آخر في الأفق. كتب ستيف كابريو، إستراتيجي دويتشه بنك: "من المرجح أن يظهر مزيد من سلوك القطيع بعد الانتخابات الأمريكية".

الأكثر قراءة