155 مليار دولار صفقات منصة مبادرة مستقبل الاستثمار منذ تدشينها
حشدت السعودية اليوم قادة الاقتصاد ورؤساء الشركات التنفيذيين حول العالم، في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية، وأبرز التحديات العالمية وإيجاد حلول مبتكرة لها، فيما يتوقع أن يشهد المؤتمر صفقات بـ28 مليار دولار.
المبادرة في نسختها الـ8 هذا العام تجمع أكثر من 7000 مشارك و600 متحدث عالمي، بينها جهات حكومية وشركات ومنظمات دولية، وذلك لمدة 3 أيام.
بإضافة 28 مليار دولار صفقات متوقع إتمامها في هذه النسخة من المبادرة إلى نحو 125 مليار دولار صفقات النسخ السبع السابقة، يقترب إجمالي الصفقات التي وقعت على منصة FII من 155 مليار دولار.
صفقات بـ125 مليار دولار في 7 أعوام
قال محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان، خلال افتتاح المؤتمر: إن مبادرة مستقبل الاستثمار أصبحت منذ انطلاقتها في 2017، قوة تحويلية في عالم الاستثمار، حيث أسهمت في تسهيل صفقات تجاوزت قيمتها 125 مليار دولار، وأصبحت قوة للعمل والتقدم.
أشار الرميان الذي يرأس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار إلى أن مسؤولية المبادرة، تتمثل في الاستثمار للمصلحة العامة على مستوى العالم وليس محليا فقط، مطالبا الحكومات بسد الفجوة في استثمارات تحول الطاقة، متوقعا أن يتفوق نمو اقتصادات الأسواق الناشئة على نظيراتها من الأسواق المتقدمة بحلول 2030.
مبادرة مستقبل الاستثمار تجذب أقطاب وول ستريت والتكنولوجيا إلى السعودية
مساع لتصدير أشكال الطاقة كافة
ضمن جلسات المؤتمر، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان: إن السعودية تسعى لتصدير أشكال الطاقة كافة، وتتحرك نحو تحقيق هذا الهدف الواضح أمامها .
أضاف: "نسعى لاستخدام الاقتصاد الدائري المعتمد على الكربون كنهج يرشدنا إلى الوجهة التي ننوي أن نصل إليها. كما أننا نتجه نحو التصنيع والتصدير بهدف تعزيز عملية تنويع اقتصادنا، وخلق القيمة، وتحقيق مرونة سلسلة التوريد، وخلق فرص العمل".
وذكر أن السعودية ستكون الوحيدة المستفيدة ماديا من تحول الطاقة، مشيرا إلى أن السعودية ملتزمة بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة، وتعد أكبر منتج للهيدروجين مع استعداداها لتصدير الكهرباء الخضراء "الهيدروجين الأخضر" وجميع أنواع الطاقة الآخرى، إضافة إلى توظيف الاقتصاد الدائري للكربون لخدمة مصالحها.
وبفضل التواجد الإقليمي والعالمي، وصل شركاء مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار إلى 45 شريك إستراتيجي من أكبر المؤسسات الاقتصادية والمالية في العالم، وصار لديها منح دراسية، وبرامج تمويلية، إلى جانب الدراسات التي تقوم بها، وقراءة كل ما يخص عالم المال والأعمال، لإظهار الفرص المتاحة والقطاعات الناشئة.
540 شركة تنقل مقراتها إلى السعودية
من جانبه، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح: إن عدد الشركات التي لديها مقرات إقليمية في السعودية وصل إلى 540 شركة، بزيادة عن العدد الذي كان مستهدفا في 2030 وهو 500 مقر.
أضاف "الهدف كان 500 مقر بحلول 2030، ويسعدني أن أعلن أننا وصلنا إلى 540 مقرا بحلول هذا الصباح"، مبينا أن بعضها شركات كبرى متعددة الجنسيات".
وزير الاستثمار، أشار إلى أن الناتج المحلي السعودي زاد 70% منذ إطلاق رؤية 2030، رغم الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط، مبينا أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية متقدم على الأجندة التي حددناها العام الماضي والتي بلغت قيمتها 26 مليار دولار.
وأكد أن السعودية مركز اقتصاد الشرق الأوسط، حيث إن العوامل الدافعة للنمو أكثر من المعوقة، مشيرا إلى أنها سجلت العام الماضي 100 مليون زيارة سياحية، فيما زادت رخص المستثمرين الأجانب 10 أضعاف عن ما كان عليه قبل الرؤية.
ويسلط المؤتمر الضوء على مجموعة متنوّعة من الموضوعات المتعلقة بالعصر الحالي، التي تشمل أكثر من 200 جلسة، تتناول موضوعات الاستقرار الاقتصادي والتنمية العادلة ومكافحة التغير المناخي، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، والابتكار، والصحة، والقضايا الجيوسياسية.
مبادرة مستقبل الاستثمار .. تيار يستقطب محركات الاقتصاد العالمي ببصمة تريليونية
إنفاق 15 مليار دولار لتطوير الدرعية
بدوره، ذكر لـ"الاقتصادية" الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو، أن الهيئة أنفقت حتى الآن 15 مليار دولار على مشاريع تطوير الدرعية من أصل 64 مليار دولار مرصودة للمشروع الضخم.
أضاف إنزيريلو على هامش فعاليات النسخة الـ8 من مبادرة مستقبل الاستثمار، أنه سيتم تدشين أول فندق في المشروع قبل نهاية 2024، من إجمالي 42 فندقا في المشروع الضخم، وسيتم تدشين أول متحف من أصل 9 متاحف، و9 كيلومترات من الحدائق العامة.
ولم يستبعد طرح شركة بوابة الدرعية في سوق الأسهم السعودية يوما ما، مضيفا أن "المشروع أكثر من مجرد استثمار اقتصادي .. أهميته تنبع من كون الدرعية أصل السعودية".
وتهدف هيئة تطوير بوابة الدرعية وهي هيئة حكومية في السعودية مسؤولة عن تطوير منطقة الدرعية التاريخية، من خلال مشاريعها إلى ترميم وتطوير المنطقة لتعكس التراث الثقافي والتاريخي للسعودية، وجعلها وجهة سياحية وثقافية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وتعد الدرعية موقعا ذا أهمية تاريخية كبرى، حيث كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى، وتستهدف الجهود الحالية تحسين البنية التحتية وتطوير المواقع التاريخية وبناء مرافق حديثة تدعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.