أوزمبك ووقوفي .. فوائد صحية واعدة تتجاوز مرض السكري وفقدان الوزن

أوزمبك ووقوفي .. فوائد صحية واعدة تتجاوز مرض السكري وفقدان الوزن

وجدت دراسة أجراها نظام الرعاية الصحية التابع لشؤون المحاربين القدامى في سانت لويس أن أدوية ببتيد شبيه بالجلوكاكون- 1 (جي إل بي-1) مثل أوزمبك وويقوفي، المعروفة في المقام الأول بعلاج مرض السكري من النوع 2 وتعزيز فقدان الوزن، قد تقدم مجموعة واسعة من الفوائد الصحية تتجاوز استخداماتها الأصلية، حسبما ذكرت مجلة فورتشن.

تتبعت هذه الدراسة، وهي الأكبر من نوعها، ما يقارب مليوني مريض، مع استخدام ما يقارب 215 ألفا منهم لأدوية جي إل بي-1. وكشفت الدراسة أن هذه الأدوية مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بـ42 حالة صحية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومرض الزهايمر وحتى الاضطرابات النفسية مثل الفصام وإدمان المخدرات.

تشير نتائج الدراسة إلى أن جي إل بي-1 لها فوائد محتملة في تقليل مخاطر المشكلات العصبية المعرفية مثل الخرف ومرض الزهايمر، إلى جانب حالات أخرى مثل سرطان الكبد وفشل الجهاز التنفسي واضطرابات تخثر الدم.

رغم هذه النتائج الإيجابية، إلا أن الدراسة سلطت الضوء أيضا على بعض المخاطر، بما في ذلك احتمالية الإصابة بحصوات الكلى وانخفاض ضغط الدم. وأكد زياد العلي، الذي يرأس البحث، أنه في حين إن الفوائد واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق لفهم المخاطر طويلة الأجل والآثار المستدامة.

كانت نتائج الدراسة مهمة لأنها أظهرت أن هذه الأدوية ليست فعالة فقط في التحكم في مستويات الجلوكوز ومساعدة فقدان الوزن، بل أيضًا لها تأثيرات عصبية. قد تساعد أدوية جي إل بي-1 على تقليل مخاطر الحالات العصبية وحتى قمع اضطرابات تعاطي المواد من خلال استهداف مراكز الرغبة الشديدة في الدماغ. رغم أن الانخفاض في خطر الإصابة بالخرف 8% والزهايمر 12% ، إلا أن الدراسة أشارت إلى أنها لا تزال تقدم فوائد ثانوية لهذه الحالات.

أشار العلي إلى أنه في حين إن هذه الأدوية مفيدة، إلا أنها لم تكن مصممة في الأصل لعلاج حالات مثل مرض الزهايمر، بالتالي فإن هذه التأثيرات عرضية وليست أولية. علاوة على ذلك، يمكن للدراسات الأكثر تركيزًا أن تكشف عن فوائد أو عيوب إضافية لم يتم اكتشافها في هذا التحليل الواسع.

من المرجح أن يتضمن مستقبل جي بي إل-1 استكشاف استخداماتها للأمراض التي لم تكن مخصصة في الأصل لعلاجها، مع الاهتمام المتزايد بفوائدها الصحية واسعة النطاق.

بعد كل هذه الوعود لا تزال هناك تحديات. فعلى الرغم من التوجه الواسع لاستخدام هذه الأدوية، فإن 60% من المستخدمين يتوقفون عن تناولها خلال 12 أسبوعًا، قبل أن يتمكنوا من تقييم فعاليتها بشكل كامل لأسباب تتعلق بالآثار الجانبية أو التكلفة. وفقًا لمؤسسة فاميلي كايزر.

تثير هذه الاكتشافات تساؤلات حول مصير المرضى الذين يتوقفون عن تناول هذه الأدوية. هل ستزداد مخاطرهم مرة أخرى بعد التوقف؟ رغم معرفة الباحثين بأن الوزن يعود للزيادة بعد الانقطاع، إلا أن الحاجة إلى مزيد من البيانات لفهم الأثر الوقائي لهذه الأدوية ضد بعض الحالات تبقى ملحة.

وأخيرا، تبقى الإجابة عن سؤال التأثير المستدام لهذه الأدوية بمنزلة "سؤال قيمته مليار وحتى تريليون دولار" كما يقول العلي، إذ يعتمد استكشاف الآفاق الجديدة لاستخدام هذه الأدوية جزئيًا على الإجابة عنه.

الأكثر قراءة