تكاليف التشغيل تدفع هوامش ربحية "أرامكو" إلى أدنى مستوى في 4 أعوام
تراجعت أرباح "أرامكو السعودية"، أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم، خلال الربع الثالث بنحو 15.5% وهو أعلى تراجع سنوي في 4 فصول مع انخفاض أسعار النفط 11%، إضافة إلى تراجع أسعار المنتجات المكررة والمواد الكيميائية.
صافي الدخل خلال الفترة بلغ 103.4 مليار ريال، ليأتي دون توقعات بيوت الخبرة بفارق 3.6%، بحسب بيانات بلومبرغ.
وفقا لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، تراجعت هوامش الربحية للشركة خلال الربع الثالث بنحو 9 نقاط مئوية لهامش التشغيل ونحو 4 نقاط لصافي الدخل لتصل إلى 46% و24.8% على التوالي، كما تراجع هامش التشغيل خلال الربع الثالث إلى أدنى مستوى له منذ 4 أعوام، مع زيادة في مصروفات التشغيل ولا سيما بند مشتريات سوائل الغاز والنفط والمنتجات المكررة التي يتم شراؤها من أطراف أخرى لاستخدامها في عمليات التكرير.
"أرامكو" أشارت إلى أن مستويات الطلب على النفط حافظت على مرونتها في الربع الثالث، مع توقعها أن يصل الطلب على النفط الخام مستويات قياسية خلال العام الجاري.
مواصلة الإنفاق الرأسمالي
أكدت "أرامكو" أن حجم النفقات الرأسمالية للربع الثالث من العام الجاري بلغ 49.6 مليار ريال وبزيادة بلغت 19.9% على أساس سنوي.
تستمر الشركة في التوسع بالإنفاق وللفصل العاشر على أساس سنوي، ليمثل 12% من الإيرادات وهو أعلى من الفترة المماثلة من العام الماضي، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى التقدم في أعمال التطوير لزيادة إنتاج النفط للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل في اليوم، وزيادة نشاط التوسع لأعمال الغاز، مبينة أن الزيادة تعكس عزمها على اغتنام فرص النمو وتحقيق القيمة من خلال محفظتها المتكاملة.
فيما كانت الشركة قد أشارت إلى أن النفقات الرأسمالية لعام 2024 تقدر ما بين 180 - 218 مليار ريال في ضوء مزيد من النمو المتوقع حتى منتصف العقد الحالي تقريبا، وذلك ينسجم مع إيمان الشركة بالحاجة إلى استثمارات جديدة وكبيرة، لتلبية الطلب المتنامي.
التدفق النقدي الحر يعود للنمو
حققت الشركة تدفق نقدي حر عند 82.5 مليار ريال خلال الربع الثالث، مسجلة أول نمو سنوي عند 8.1% بعد فصلين من التراجع، ويعود ذلك إلى زيادة صافي النقد الناتج من الأنشطة التشغيلية نتيجة التحركات الإيجابية في رأس المال العامل، وتستخدم التدفقات الحرة لتقيم حجم النقد المتوفر لديها لأنشطة التمويل وكذلك من أجل توزيعات الأرباح، تعرف الشركة التدفقات النقدية الحرة بأنها صافي النقد الناتج من أنشطة التشغيل بعد خصم النفقات الرأسمالية.
أعلنت أرامكو في وقت سابق، اعتماد آلية جديدة لتوزيع أرباح مرتبطة بالأداء، إضافة إلى الأرباح الأساسية المستدامة والمتزايدة التي تقوم الشركة بتوزيعها حاليا التي تنوي المحافظة عليها.
تستهدف الشركة أن تبلغ تلك الأرباح المرتبطة بالأداء ما نسبته 70% من التدفقات النقدية الحرة السنوية، وذلك بعد خصم توزيعات الأرباح الأساسية وأي مبالغ أخرى بما فيها الاستثمارات الخارجية.
خلال فترة التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، بلغت التدفقات النقدية الحرة نحو 238.9 مليار ريال، وهي تقل عن الفترة المماثلة بنحو 14%، متأثرة بانخفاض التدفقات النقدية التشغيلية خلال الربعين الأول والثاني.
ارتفاع المديونية
ارتفعت نسبة المديونية، التي تقيس حجم تمويل أعمال الشركة بالديون، إلى 1.9% بنهاية الربع الثالث، من -6.3 % بنهاية 2023، نتيجة التغير في صافي الدين (النقد).
نسبة المديونية التي تستخدمها الشركة عبارة عن نسبة إجمالي القروض مخصوما منه النقد وما يماثله، أو إجمالي القروض مخصوما منه النقد وما يماثله مضافا إليه إجمالي حقوق الملكية.
السهم يتداول دون المستهدفات
خلال جلسة اليوم الثلاثاء تداول سهم أرامكو عند سعر 27.5 ريال لمعظم الجلسة، بعدما سجل السهم خلال الجلسة السابقة أكبر مكاسب يومية في نحو 4 أشهر، إلا أن السهم لا يزال يتداول دون مستهدفات المحللين وبفارق 15%.
بحسب بيانات بلومبرغ، توجد 19 توصية على سهم أرامكو منها 7 لزيادة المراكز، و11 للاحتفاظ، مقابل توصية وحيدة بالبيع، فيما جاء متوسط السعر المستهدف عند 31.7 ريال، كان أبرز التوصيات أتت من "مورجان ستانلي" وكذلك "جيه بي مورجان"، اللتين حددتا سعر مستهدف تراوح ما بين 32.2 و32 ريالا للسهم.
وحدة التحليل المالي