ضجيج "بيتكوين" يعود من جديد وسيدة العملات المشفرة تحتفل بـ"ترمب".. لماذا؟

ضجيج "بيتكوين" يعود من جديد وسيدة العملات المشفرة تحتفل بـ"ترمب".. لماذا؟

عاد الضجيج حول سيدة العملات المشفرة "بيتكوين" مجددا مع مواصلة تسجيلها قفزات متلاحقة ومستويات قياسية، محتفلة بعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مجددا.

ارتفعت أكبر عملة مشفرة 30% منذ 5 نوفمبر وفوز ترمب بالرئاسة الأمريكية، متجاوزة 90 ألف دولار، لتصعد الوحدة الواحدة بأكثر من 23.7 ألف دولار خلال الفترة.

هذا الصعود الماراثوني دفع أسعار بيتكوين للارتفاع بنحو 114% منذ مطلع العام الجاري.

تأتي أسعار اليوم الأحد، فيما كانت بيتكوين قد تجاوزت 93 ألف دولار لأول مرة الأسبوع الماضي، فيما قلصت ارتفاعها لاحقا بعد تصريحات رئيس الاحتياطيي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول حول عدم الاستعجال في خفض أسعار الفائدة.

يمكن تفسير ارتفاعات البيتكوين هذه مع الموقف الداعم لترمب للعملات المشفرة، ما يمكن أن يجعلها عملة قابلة للتداول والاعتراف بها في المعاملات المالية، إضافة لتوقعات بأن تصبح أصل استثماري للعديد من المستثمرين، وملاذا أمنا لحماية الثروات من التضخم لدى البعض الأخر.

 

كان ترمب قد صرح خلال مؤتمر بيتكوين العام الجاري، بأن الولايات المتحدة ستصبح عاصمة العملات المشفرة والقوة العظمى في مجال البيتكوين بالعالم في حال فوزه بالرئاسة، فيما انتقد بشدة بايد وهاريس فيما وصفه بـ"قمع" العملات المشفرة.

هذه الأجواء دفعت بنوك الاستثمار العامية لرفع توقعاته للعملة المشفرة، حيث توقع بنك ستاندرد تشارترد بلوغ سعر البيتكوين 200 ألف دولار بنهاية 2025. فيما يراهن كثيرون على بلوغها 100 ألف دولار بحلول نهاية العام الجاري.


عائد خيالي


فيما يمكن وصفه بجنون "بيتكوين"، أصبحت هذه العملة الرقمية قادرة على شراء آلاف السلع والمعادن، بعد أن كانت غير كافية لشراء وجبة في مطعم أو حتى شراء زجاجة مياه غازية أو مياه معدنية.

ووفقا لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، ارتفع العائد على الاستثمار في "بيتكوين" بنسبة 9,000,000,000%، حيث إن كان أول سعر رسمي لها 0.001 دولار في 2009.

وبحسب التحليل، فكل دولار واحد تم استثماره في "بيتكوين" يحقق عائدا بنحو 90 مليون دولار حاليا.

بينما من استثمر نفس الدولار في 2010 عندما كان سعرها 0.3 دولار، فربح نحو 300 ألف دولار بالأسعار الحالية.


ماذا تشتري؟

وحدة "بيتكوين" واحدة كافية لشراء 1250 برميلا من النفط (برنت)، أو34 أونصة ذهب، أو 161 طنا من القمح.

فيما يخص أسهم أكبر شركتين قيمة سوقية في العالم، فوحدة "بيتكوين" قادرة على شراء 617 سهما من أسهم شركة إنفيديا، أو 400 سهم من شركة أبل.


أبرز المحطات


بدأت عملة "بيتكوين" سعرها الرسمي في 2009 عند مستوى 0.001 دولار، وتجاوز الدولار لأول مرة في 9 فبراير 2011 عند 1.1 دولار، ثم قفز أعلى من الـ100 دولار لأول مرة في 19 أغسطس 2013، عند 102.3 دولار.

وكانت أول مرة يغلق فيها "بيتكوين" فوق مستوى 500 دولار في يوم 18 نوفمبر 2011 عند 674.4 دولار، وتجاوز الـ1000 دولار لأول مرة في 2 فبراير 2017 عند 1007.8 دولار.


تاريخ عملة البيتكوين:


- 1987: اخترع ديفيد شوم -David Chaum عالم الرياضيات الأمريكي Digi Cash وهي نقود إلكترونية على أساس بروتوكولات التشفير.

- 1997، اختراع جافا من قبل آدم باك-Adam Back وهو عمل نظام الإثبات.

- بين عامي 1998 - 2005: أطلقت وي دي-Wei Dai فكرة التشفير اللا مركزية، كما تم تطوير مشروع BitGold من طرف Nick Zuber وهي عملة رقمية على أساس اللا مركزية كاستخدام عديد من العناصر التي نجدها في "البيتكوين" وتعرض هذا النظام لهجوم قوي.

- 2008، يقوم ساتوشي ناكاموتو بعمل أول موقع ودومين باسم bitcoin.org .

- 2009: الصفقة الأولى لعملة البيتكوين كانت بين ساتوشي ناكاموتو وهال فيني والمبلغ 100 بيتكوين، والإعلان عن إنشاء موقع جديد ونشر النسخة الأولى من البرنامج P2P Foundation، ونشر أول سعر بين هذه العملة والدولار وكان 1 بيتكوين يبلغ 0.001 دولار.

- 2010: اشترى Laszlo Hanyecz يبتزا بـ 10.000 بيتكوين، وإنشاء منصة لتبادل البطاقات التجارية الذي أصبحت فيما بعد أكبر موقع لتبادل هذه العملة، وإرسال رسالة تخبر أن ساتوشي ناكاموتو ترك المشروع أي أنه سينتقل لمشروع آخر.

- 2011: وصل "البيتكوين" لتكافئ الدولار ثم اليورو، واهتمام وسائل الإعلام بهذه العملة وارتفع 1 بيتكوين إلى 31 دولارا.

- 2012: تم إنشاء مؤسسة لتوحيد هذه العملة وحمايتها، ونشر البنك المركزي الأوروبي تقريرا مفصلا عن العملات الافتراضية، كما ان ووردبريس يقبل العملة لدفع خدمات إضافية لها، ومكافأة شعبة التعدين تراوح بين 25 - 50 بيتكوين.

- 2013: العملة تتعدى ألف دولار في الولايات المتحدة، و1 بيتكوين يتعدى 850 دولارا أمريكيا، ومفاجأة صعود هذه العملة والبنوك المركزية في الصين، فرنسا، أوروبا، موريشيوس، الهند تصاب بالذعر، وشركة أبل حضرت استخدام العملة عبر تطبيقاتها، والبنك المركزي الهندي بدوره يتصل حول العملات الافتراضية ولا سيما "البيتكوين".

- 2014: شركة Overstock تصبح أكبر شركة تقبل "البيتكوين" وهي لبيع التجزئة على الإنترنت، وجامعة كمبريا في إنجلترا تدفع الرسوم الدراسية بـ"البيتكوين"، وشركة TigerDirect العملاقة لبيع أجهزة الحاسوب تعتمد هذه العملة، والبنك المركزي في الاتحاد السوفيتي أصدر تحذيرا ضد "البيتكوين"، وإغلاق Mtgox أقدم منصة تبادل عملة البيتكوين.

ثم أعلن Mtgox رسميا إفلاسه، والمنصة التاريخية Vircurex تعلق عملياتها. بينما Monoprix الفرنسية تعلن خطوتها لقبول "البيتكوين" وهي مجموعة متاجر بيع بالتجزئة موجودة في فرنسا وبضعة دول أخرى، وموقع المعلومات الاقتصادية والمالية Bloomberg يعرض مسار "البيتكوين"، وUs مزود الأقمار الصناعية أصبحت أكبر شركة في العالم لقبول "البيتكوين".

- 2015: هبط سعر "البيتكوين" خلال الأسبوع الأول من السنة الجديدة 2015 وخسر نحو 51 دولارا في يومين فقط، ووفقا لمؤشر كوين ديسك فإن السعر افتتح على 314.59 دولار وأغلق في اليوم التالي على 263.63 دولار، وتم فتح آلاف المواقع لجمع وتعدين "البيتكوين".

- 2016: أغلب مواقع الربح والاستثمار تتعامل بـ"البيتكوين"، وسعر "البيتكوين" يراوح ما بين 600 دولار إلي 610 دولارات، وانتشار واسع في جميع أنحاء العالم، وتم الاعتراف الدولي بعملة البيتكوين.


الاعتراف الدولي بـ"البيتكوين"


تعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بعملة "البيتكوين"، وأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بـ"البيتكوين"، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب.

وكان قاض فيدرالي في الولايات المتحدة قد حكم أخيرا بأن عملة البيتكوين هي عملة ونوع من أنواع النقد، ويمكن أن تخضع للتنظيم الحكومي، لكن الولايات المتحدة لم تعترف بالعملة رسميا بعد.

ويرى البعض أن الاعتراف الرسمي يحمل جانبا إيجابيا، وهو إعطاء العملة مزيدا من الشرعية، في حين يرى آخرون أن هذا قد يفتح الباب إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها بالحكومات، وهذا يتعارض مع إحدى ميزات "بيتكوين" بوصفها عملة غير خاضعة لأي جهة.

وحدة التحليل المالي

سمات

الأكثر قراءة