مجموعة العشرين وأجندة الطاقة في إفريقيا

أثناء حضوري محادثات ريو بدعوة من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أكدت على أهمية تحقيق انتقال عادل للطاقة في بلدي وفي مختلف الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا.

من دار السلام وبريتوريا إلى باكو وريو، كانت الطاقة موضوعا رئيسيا للمناقشة في المنتديات العالمية لأنها تشكل أهمية مركزية بكل ما الكلمة من معنى لكل من التنمية الاقتصادية وجهود التخفيف من التأثيرات المترتبة على تغير المناخ.

وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يفتقر نحو 600 مليون شخص (ما يقرب من نصف السكان) إلى القدرة على الوصول إلى الكهرباء، ويفتقر ما يقرب من مليار شخص (ثمن سكان العالم) إلى القدرة على الوصول إلى وسائل الطهي النظيفة.

ما يدعو إلى التفاؤل أن عديدا من البرامج الجديدة الكبرى تعد بالمساعدة في سد هذه الفجوات التكنولوجية. على سبيل المثال، أطلق بنك التنمية الإفريقي والبنك الدولي مشروع المهمة 300 (Mission 300) الذي يهدف إلى توصيل الكهرباء النظيفة إلى ما لا يقل عن 300 مليون شخص في إفريقيا بحلول 2030.

وفي يناير من 2025، ستستضيف دار السلام قمة الطاقة على مستوى رؤساء الدول في إطار المهمة 300، التي ستجمع بين قادة الحكومات، وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، والمستثمرين من القطاع الخاص، وغيرهم.

وفقا للبنك الدولي، يتطلب تحقيق هدف الكهربة بموجب هذا المشروع 30 مليار دولار من استثمارات القطاع العام، وقد يأتي معظم هذا المبلغ من ذراع التمويل الميسر التابعة للبنك، وهي مؤسسة التنمية الدولية.

ولأن البلدان الأعضاء في مجموعة العشرين هي أكبر المساهمين في مؤسسة التنمية الدولية، فإننا نطلب منها دعم مهمتنا بدورات تجديد موارد قوية متعاقبة لمؤسسة التنمية الدولية.

بين البرامج الرئيسية الأخرى خطة تنزانيا التي تبلغ قيمتها 18 مليار دولار لتحفيز استثمارات الطاقة المتجددة في 12 دولة في جنوب إفريقيا مترابطة بذات المجمع من مصادر الطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.

ويتلخص الهدف في زيادة مستويات توليد الكهرباء من هذه المصادر بمقدار 8.4 جيجاوات، وهو ما يتماشى مع تعهد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (دبي) بمضاعفة قدرة توليد الطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى ثلاثة أمثالها بحلول 2030.

في عموم الأمر، حدد القادة الأفارقة أيضا هدفا (في قمة المناخ الإفريقية في العام الماضي في نيروبي) يتمثل في زيادة توليد الطاقة المتجددة في القارة إلى 300 جيجاوات بحلول 2030 ــ ارتفاعا من 56 جيجاوات فقط في 2022. وسيتطلب هذا ما يقدر بـ 600 مليار دولار، وهي زيادة تعادل 10 أضعاف مستويات الاستثمار الحالية.

تتمثل مبادرة ثالثة مهمة في برنامج دعم الطهي النظيف للنساء الأفريقيات، الذي توليت رئاسته في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتحقيق الوصول الشامل إلى تكنولوجيات الطهي النظيف في تنزانيا ومختلف أنحاء أفريقيا.

فمع اعتماد أكثر من 900 مليون إفريقي على الخشب والفحم للطهي، يشكل الدخان السام في الأماكن المغلقة السبب الرئيسي الثاني للوفيات المبكرة في القارة، وهي مشكلة تؤثر بشكل أساسي في النساء والأطفال.

هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، ولهذا السبب ذهبت إلى ريو للدعوة إلى إدراج مرفق بقيمة 12 مليار دولار في عملية تجديد تمويل صندوق التنمية الإفريقي التابع لبنك التنمية الإفريقي، لدفع عجلة الوصول الشامل إلى الطهي النظيف في مختلف أنحاء إفريقيا.

تعهد بنك التنمية الإفريقي بتقديم 2 مليار دولار لدعم الطهي النظيف على مدار السنوات الـ 10 المقبلة، وفي قمة الطهي النظيف في إفريقيا هذا العام، وعد شركاء آخرون بحشد 2.2 مليار دولار إضافية بحلول 2030.

تشكل البرامج التي أبرزتها هنا جزءا من خط أكبر من الأفكار التي نسعى إلى تحقيقها في إفريقيا. لكن جعل هذه الأفكار تثمر يتطلب التمويل على نطاق ضخم، وتطوير التكنولوجيا ونقلها، وبناء القدرات. ونحن نعتمد على أصدقائنا في مجموعة العشرين ليجتمعوا على دفع أجندة الطاقة هذه إلى الأمام.

خاص بـ"الاقتصادية"

حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2024.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي