النفط يعزز مكاسبه بدعم حزم التحفيز الاقتصادي

شهدت سوق النفط نشاطا محدودا خلال الأسبوع الماضي، حيث أدى موسم العطلات إلى تقليص أحجام التداول. ومع إغلاق السوق في عطلة رأس السنة الجديدة، كانت حركة الأسعار في حدها الأدنى.

مع ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بشكل حاد، حيث أغلقت عند 76.51 و 73.96 دولار للبرميل، بارتفاع 3.70 و 4.76 % على التوالي. ويمثل هذا أعلى مستوى إغلاق في أكثر من شهرين مع ظهور مؤشرات صعودية مدعومة بالتحفيز الاقتصادي في الصين والطقس الأكثر برودة في الولايات المتحدة ومعظم أنحاء أوروبا. وفسر السوق هذه الإشارات على أنها داعمة للطلب في الأمد القريب، ما دفع الأسعار إلى الارتفاع في أولى جلسات العام الجديد.

لم تتغير توقعات فائض النفط، على الأقل ليس بعد، ولكن يبدو أن هذه التوقعات لم تكن العامل الرئيسي لاتخاذ القرار بين المتداولين. يبدو أن التفاؤل يعود إلى السوق، حيث تسعى الحكومات ليس فقط في الصين ولكن في أماكن أخرى إلى تحفيز النمو الاقتصادي.

تستمر الصين في دفع تفاؤل السوق من خلال تدابير التحفيز الاقتصادي المتتالية التي تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي والنشاط الصناعي. ويشير الإعلان الأخير بزيادة أجور العاملين في الحكومة، إلى جانب إصدار سندات خزانة خاصة بقيمة 3 تريليونات يوان (411 مليار دولار) لعام 2025، إلى نية الحكومة تنشيط النمو الاقتصادي.

إضافة إلى ذلك، تلقت المصافي المستقلة في الصين حصص استيراد متزايدة، ما يشير إلى توقعات طلب أقوى من أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم. تعكس هذه الإجراءات التزام الصين باستقرار اقتصادها، ومواجهة مخاوف الطلب البطيء التي اثقلت كاهل أسواق النفط العام الماضي.

وفقا للمحللين، فإن الإصدار المستمر لتدابير التحفيز من قبل الحكومة الصينية أصبح عاملا رئيسيا في تشكيل توقعات أسعار النفط لعام 2025. بالفعل، يوفر احتمال النمو المتسارع في أكبر مستورد للنفط في العالم أرضية لأسعار النفط، مما يعوض المخاوف بشأن العرض الزائد من المنتجين من خارج أوبك.

كما دعمت توقعات الطقس البارد في الولايات المتحدة وأوروبا أسعار النفط، ما أسهم في ارتفاع توقعات الطلب على وقود التدفئة والمقطرات. في هذا الجانب، أشار محلل بنك يو بي إس (UBS) إلى أن ظروف الشتاء القارص قد تؤدي دورا  كبيرا في رفع استهلاك النفط في الأمد القريب.

إضافة إلى ذلك، كشفت أحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن انخفاض قدره 1.2 مليون برميل في مخزونات النفط الخام، ما أدى إلى تقليص المخزونات إلى 415.6 مليون برميل. وعلى الرغم من أن الانخفاض كان أقل من المتوقع، إلا أنه أشار إلى تشديد الإمدادات. ومع ذلك، ارتفعت مخزونات البنزين والمقطرات مع زيادة المصافي للإنتاج، ما يعكس زيادة في معدل استخدام المصافي.

لكن، على الرغم من الزخم الإيجابي، تواحه أسعار النفط رياحا معاكسة محتملة من الدولار الأمريكي القوي، الذي سجل أفضل أسبوع له في ما يقرب من شهرين. تعكس قوة الدولار توقعات الأداء الاقتصادي الأمريكي المتفوق وارتفاع أسعار الفائدة بشكل مستدام، وكلاهما قد يخفف الطلب العالمي على النفط من خلال رفع تكاليف الاقتراض.

لذلك تراقب السوق عن كثب إشارات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث إن أي إشارة إلى خفض أسعار الفائدة قد تحفز النشاط الاقتصادي واستهلاك الطاقة بشكل أكبر. ولكن في غياب خفض أسعار الفائدة، قد تواجه أسعار النفط النفط مقاومة حول مستويات الأسعار الحالية.

ومن المتوقع أن تحتفظ أسعار النفط بزخم صعودي في الأمد القريب، مدفوعة بتدابير التحفيز الاقتصادي والطلب الموسمي. ومع ذلك، فإن قوة الدولار الأمريكي والعرض الزائد المحتمل من المنتجين من خارج أوبك قد يخففان من الزخم الصعودي. وسيتحول تركيز السوق إلى التقارير الاقتصادية وبيانات المخزون المقبلة، التي ستقدم مزيد من الأدلة على توازن العرض والطلب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي