وسيلة جديدة للحد من خطورة بيتكوين

يود كثير من المستثمرين الدخول في العملة المشفرة بيتكوين، لكنهم بطبيعة الحال يتخوفون من المخاطرة السعرية العالية لهذه العملة، التي تأرجح سعرها في الأعوام الثلاثة الماضية بين أقل من 20 ألفا إلى أكثر من 100 ألف دولار، ولذ نجد على سبيل المثال أن مبلغ الضمان المطلوب لشراء عقد مستقبلي لقطعة واحدة نحو 40 ألف دولار، أي نحو 40% من سعر العملة، بينما نجده في عقود أخرى بين 3% إلى 10%. فما التصرف المناسب لمن يعتقد أن أسعار العملة مرشحة للارتفاع عدة أضعاف في السنوات القليلة المقبلة، ولا سيما أن توقعات بعض من كبار المستثمرين وبيوت الخبرة تصل بالسعر إلى 1.5 مليون دولار؟ كيف يحمي المستثمر نفسه؟ ومن خلال أي وسيلة يمكنه الاستثمار في العملة؟ وهل يمكنه استثمار مبالغ كبيرة نسبياً، أم الاكتفاء بمبالغ متواضعة؟ وماذا عن بقية العملات المشفرة؟

أحد أهم أسباب عدم دخول المستثمر بقوة في العملات المشفرة هو أنه لا توجد وسائل عملية وآمنة للحماية من تراجع أسعارها، ولا سيما أنه لا يمكن الجزم بنجاح هذه الأدوات الاستثمارية المستحدثة، حتى وإن كان كثير من التوقعات يشير إلى نجاح كبير، فلا يمكن للمستثمر الرشيد أن يراهن على اتجاه واحد ويضع أموالا كبيرة مقابل ذلك. لذا ظهرت مشتقات مالية تستخدم في حماية الاستثمار في بيتكوين من خلال عقود مستقبلية وعقود خيارات وغيرها، وإلى قبل أشهر قليلة لم تكن هناك سوق مالية منظمة لعقود الخيارات على بيتكوين، إلى أن وافقت هيئة الأسواق الأمريكية على طرح عقود خيارات على أسهم صناديق بيتكوين المتداولة، التي هي بدورها أطلقت في بداية 2024، فأصبح الآن لدينا عدة وسائل للتعامل مع تقلبات بيتكوين.

الطرق الرئيسية للوصول إلى بيتكوين إما عن طريق منصات العملة، وهي ليست أسواقا مالية منظمة، أو من خلال العقود المستقبلية أو الصناديق المتداولة، وتختلف أدوات الحماية حسبما هو متاح لكل من هذه الطرق، لكن مع وجود سوق لعقود الخيارات أصبح بالإمكان الاستثمار في العملة عبر أي من هذه الوسائل والحصول على الحماية عن طريق عقود الخيارات. أي على سبيل المثال، يمكن لمن يشتري بيتكوين عبر أي من منصات العملة أو عبر الصناديق المتداولة أو العقود المستقبلية أن يقوم بعمل تأمين على استثماره بسهولة تامة عن طريق عقود الخيارات.

لنأخذ مثالاً لما يمكن القيام به من قبل أي مستثمر عادي، دون الحاجة إلى التعامل مع منصات العملة ولا العقود المستقبلية، فيقوم الشخص بشراء أسهم الصندوق المتداول IBIT الذي سعره حالياً 55 دولارا ويتحرك بشكل مطابق لحركة بيتكوين في جميع الأوقات، ولأن الشخص يرغب في استثمار مبلغ كبير في الصندوق فيقوم بشراء عقود "بوت" لأي فترة زمنية يختارها، فتكون بمنزلة تأمين على الاستثمار فيما لم تصدق التوقعات وتنهار العملة. للتوضيح أكثر، لنفرض أن الشخص اشترى 1000 سهم ودفع 55 ألف دولار مقابل ذلك، ويرغب في التأمين على ذلك لمدة عام من الآن. بالنظر إلى عقود الخيارات هناك عقود تنتهي في يناير 2026 يمكن شراؤها لضمان عدم نزول سعر الصندوق - كمثال - ما دون 55 دولارا، أي عدم تحمل أي نزول للعملة خلال عام كامل، فيقوم بدفع 11 ألف دولار مقابل ذلك، فتكون لديه فرصة الاستفادة من ارتفاع العملة خلال عام كامل مقابل مبلغ التأمين هذا.

لا يختلف شراء عقود خيارات صناديق بيتكوين عن العقود العادية ويعمل بالأساليب نفسها، كما يمكن بطبيعة الحال المضاربة بشكل مباشر في العقود والاستفادة من تحرك العملة بمبالغ قليلة، مثلاً الشراء المباشر لعقود "كول" أو عقود "بوت"، أو تكوين أي من إستراتيجيات العقود المعروفة والتحكم في درجات العائد والمخاطرة بعدة طرق. مرة أخرى هذه ليست دعوة للاستثمار في بيتكوين بل هي معلومات لمن يرغب في الاستثمار فيها ويبحث عن طريقة سهلة للحصول على العملة، ومن ثم يرغب في حماية ذلك عبر وسيلة مالية نظامية، إلى جانب أن هناك صناديق متداولة تختص بتقديم الحماية لمن لا يرغب في التعامل المباشر بعقود الخيارات. ومنذ منتصف العام الماضي ظهرت صناديق متداولة خاصة بعملة "إيثيريوم"، ومن المتوقع قريباً ظهور صناديق متداولة لبعض العملات المشفرة الأخرى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي