أسعار الفضة تواصل الصعود مع تراجع الدولار ومخاوف الحرب التجارية
ارتفعت أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها في أسبوع مع تصاعد المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية، مما عزز الطلب على الأصول الآمنة في ظل تراجع الدولار. في المقابل، حافظت أسعار الذهب على مكاسبها لليومين الماضيين.
صعدت الفضة بنسبة 1.2% خلال التداولات لتسجل مكاسب لليوم الثالث على التوالي. في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في نحو ثلاثة أشهر مع ارتفاع اليورو وسط خطط ألمانيا لزيادة الإنفاق وتخفيف قيود الاقتراض. يؤدي ضعف الدولار إلى جعل المعادن الثمينة أكثر جاذبية للمشترين بالعملات الأخرى.
يراقب المتداولون عن كثب تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، خاصة بعد أن حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الثلاثاء من احتمال حدوث "اضطرابات اقتصادية" نتيجة فرض الرسوم، في دفاعه عن سياساته الرامية إلى إصلاح اقتصاد أميركا. وأي ارتفاع في التضخم أو تباطؤ في النمو العالمي قد يعزز جاذبية الذهب والفضة كمخزن للقيمة.
فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25% على معظم السلع المستوردة من كندا والمكسيك، كما ضاعفت الرسوم المفروضة على الصين لتصل إلى 20%. مع ذلك، ألمح وزير التجارة الأميركي هاوارد لوتنيك إلى إمكانية التوصل إلى تسوية بشأن الرسوم، مشيراً في مقابلة مع "فوكس بيزنس" إلى وجود "مسار محتمل" لتخفيف بعض هذه الرسوم.
الطلب على الفضة
على عكس الذهب، فإن جزءاً كبيراً من الطلب على الفضة يأتي من الاستخدامات الصناعية. وتجاوز الطلب المعروض في السوق لعدة سنوات، ورغم توفر كميات كبيرة من المخزون فوق سطح الأرض، أشار عدد من المحللين إلى احتمال وجود شح في الإمدادات بالسوق الفورية في لندن وهو مركز التداول الرئيسي.
في الأشهر الأخيرة، تدفقت نحو 100 مليون أوقية من الفضة إلى مستودعات البورصات الأميركية، حيث أججت مخاوف الرسوم الجمركية علاوة سعرية مربحة للتجار الذين تمكنوا من شحن المعدن إلى الولايات المتحدة.
في هذا السياق، حذّر دانيال غالي، كبير استراتيجيي السلع في "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities)، من أن هذا "التدفق الهائل" للفضة قد يدفع السوق الفورية في لندن إلى ما دون المستوى الحرج المطلوب للحفاظ على توازن السوق.
بحلول الساعة 11:41 صباحاً في لندن، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 32.262 دولار للأوقية، بينما تراجع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.4%. في المقابل، لم تشهد أسعار الذهب ولا البلاديوم تغيراً كبيراً، في حين ارتفع البلاتين.