أمريكا تطلق أول بورصة خضراء العام المقبل .. مكرسة لاقتصاد الاستدامة

خطت بورصة جديدة مخصصة للاستثمار المستدام خطوة مهمة نحو الافتتاح الرسمي، بعد حصولها على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

قالت بورصة التأثير الأخضر في بيان أمس الاثنين: إن الهيئة وافقت على طلبها المعدل للتسجيل كبورصة وطنية للأوراق المالية، وأكد متحدث باسم الهيئة الموافقة على الطلب، مشيرا إلى أن البورصة تتوقع بدء التداول في وقت مبكر من العام المقبل.

تأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه الاستثمار المستدام تحديات كبيرة، ففي الأسبوع الماضي وحده تم سحب نحو 5.7 مليار دولار من صناديق المؤشرات المتداولة التي تركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وهو أكبر سحب شهري منذ أكثر من عام، وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

محللو بنك "باركليز" أشاروا إلى أن 9 مليارات دولار تم سحبها من صناديق الأسهم المستدامة الشهر الماضي، مع تزايد وتيرة البيع منذ فبراير، ورغم هذه التحديات، يعوّل مؤسسو بورصة التأثير الأخضر على أن الطلب العالمي على الاستثمار المستدام سيشهد نموا في المستقبل، مع تزايد إدراك المستثمرين للآثار المالية المرتبطة بتغير المناخ.

الشريك المؤسس للبورصة تشارلز دولان قال في بيان: "المستثمرون والشركات الأمريكية يواصلون السعي نحو الاستدامة لأنها مجدية من الناحيتين المالية والتنافسية، الأسواق العامة مثل بورصة التأثير الأخضر تؤدي دورا محوريا في الربط بين المستثمرين المهتمين بالاستدامة والشركات التي تدرك أهمية ذلك".

تظهر المؤشرات أن الأموال بدأت تتدفق مجددا نحو الاستثمارات الخضراء، حيث استثمرت شركات رأس المال المغامر والأسهم الخاصة 5 مليارات دولار في شركات التكنولوجيا المناخية الناشئة في أمريكا خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة 65% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب بيانات "بيتش بوك" المتخصصة في تحليلات السوق.

أول بورصة أمريكية للاستدامة

تسعى بورصة التأثير الأخضر إلى أن تكون أول بورصة في أمريكا مكرسة بالكامل لاقتصاد الاستدامة. وعد دان لابوفيتز، الشريك المؤسس الآخر والرئيس التنفيذي للبورصة، أن موافقة الهيئة تمثل "خطوة مهمة إلى الأمام للمستثمرين والشركات المهتمة بالاستدامة".

أوضح لابوفيتز في رسالة بريد إلكتروني أن البورصة تتعاون حاليا مع هيئة تنظيم القطاع المالي لتطبيق المتطلبات التنظيمية اللازمة، لافتا إلى أن البورصة ستقوم بإدراج مزدوج للشركات الملتزمة بالحوكمة المستدامة والشفافية.

وأضاف "تواصلنا مع مئات الشركات خلال الثمانية عشر شهراً الماضية. والشركات التي تمارس أعمالها على مستوى عالمي تدرك أن الاستمرار في تعزيز ممارسات الاستدامة أمر ضروري للحفاظ على تنافسيتها. لا نرى أي مؤشرات على تباطؤ هذا التوجه، بل على العكس، هناك دلائل على استمراره في النمو".