جامعة الملك عبد الله كما يراها السديس

في خطبة الجمعة في الحرم المكي الشريف التي ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام التي تم تخصيصها لبداية العام الدراسي وخص بالذكر والتأييد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وحذر من الشائعات المغرضة وحث القادة والعلماء وحملة الأقلام ورجال الإعلام أن يباركوا الجهود التي أثمرت عن جامعة علمية عالمية .. هذا التوجيه من الشيخ عبد الرحمن السديس يؤكد أن علماء وحكماء وقيادات العمل الإسلامي والتربوي والتعليمي يدركون جيداً حاجة المملكة إلى دعم العلم والمعرفة كمكتسب شخصي لبلادنا وشعبنا ويدركون أن القيادة تسعى في هذا الوقت إلى التسابق والتنافس مع الأمم المحيطة من حولنا وتلك الأمم التي على أطراف إقليمنا العربي ... جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز جامعة بحثية تستقطب جميع العقول في العالم وهذا تقليد علمي تتبعه جميع الدول وجميع الجامعات بحثاً عن الإنجاز والتميز ومعالجة مشاكلنا ومشاكل العالم ... وبلادنا سباقة إلى استقطاب جميع علماء العالم والأساتذة المتخصصين، ففي جامعتنا علماء من جميع الجنسيات وفي مستشفياتنا أطباء يتميزون بالمهارة والمهنية العالية .. فجاءت جامعة الملك عبد الله تطويراً لهذه التقاليد العلمية والانتقال من التدريس الأكاديمي إلى الحاضنات البحثية من خلال بيئة علمية أكاديمية يتفرغ فيها الباحثون للتطوير والبحث.
الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس من العلماء الذين تجاوزوا الأطر المحلية والدائرة الضيقة فقد ساعدته جولاته العالمية في أمريكا وأوروبا وبلدان العالم الإسلامي على فهم العالم من حوله وتنافس الأمم والصراع الذي تتجاذب فيه البلدان، ومدى أهمية المراكز البحثية والعلوم، وأن العلماء في العلوم التطبيقية بحاجة إلى كوادر متخصصة ومعامل وحاضنات بحثية وفريق إداري ومهني لإنجاز الأبحاث بهدف خدمة الإنسان في كل بقعة من بقاع العالم .. هذا هو الأفق العلمي الذي ينطلق منه الشيخ السديس الذي أصبح يحاور وفي ذهنه تلك التطورات والتغيرات الحضارية والسياسية وأيضاً تلك التبعية العلمية للمجتمعات التي اختارت أن تكون في ظل الشعوب تستهلك المنتج العالمي ولا تساهم في الإنتاج فتستمر في تبعيتها ويطول بها البقاء في أسفل السلم.
الملك عبد الله بن عبد العزيز يسعى إلى فتح جميع الآفاق أمام أبناء هذا الوطن من التوسع في ابتعاث الطلاب للدول المتقدمة وفتح المزيد من الجامعات وتخصيص مبالغ كبيرة لتطوير التعليم العام .. هذا الاهتمام من ملك البلاد ينطلق من إيمانه بأن بلادنا ليس قدرها الحضاري أن تبقى في أسفل السلم وإنما لها دور حضاري وتعليمي وعلمي تسهم به مع العالم وأن جامعة الملك عبد الله إحدى مساهمات المملكة مع العالم للاكتشافات العلمية وتطوير العلوم والشعوب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي