فضائح الجمعيات الخيرية الغربية

ما إن خمدت نيران فضيحة الجمعية الخيرية الفرنسية التي حاولت اختطاف أكثر من مئة طفل من أطفال دارفور حتى تصاعدت نيران فضيحة جمعية خيرية أخرى من النوع نفسه لكنها هذه المرة من جمعية خيرية أمريكية وهي الجمعية الخيرية التي كانت تخطط لاختطاف قرابة ثلاثين طفلاً من ضمن مئة طفل كانت تعزم على ترحيلهم من هايتي إلى أمريكا لولا أن الله لطف وفضح المخطط على الحدود. ادعاءات المشاركين في هاتين المنظمتين كانت متقاربة إلى حد كبير، فهم يريدون لهؤلاء الأطفال الذين يعيشون في ظروف قاسية أن ينتقلوا إلى حياة أفضل في رعاية عائلات تتبناهم. الفرق الكبير بين هاتين المنظمتين أن الجمعية الأمريكية جمعية مسيحية وأعضاءها منصرون أو مشاركون في أعمال تنصيرية وهذه الخلفية التي قد تبعد عنها تهمة الاتجار بالأطفال لن تبعد عنها تهمة التنصير بالقوة.
في فرنسا وأمريكا موطن هاتين المنظمتين يوجد من الأيتام الفقراء والأطفال البائسين كثير الذين من الأولى الاهتمام بهم إلا أن أغلب المنظمات الخيرية الغربية المهتمة بتسهيل عمليات التبني تفضل العمل خارج حدود بلدانها وتحرص على التواجد في مناطق الحروب والنكبات حول العالم، وكثير من هذه المنظمات تعمل وفق نظم عمل واضحة وقوانين تحكم عملها، إلا أن المثير للجدل في حالة المنظمة الخيرية الفرنسية وأختها الأمريكية تعمدهما تجاوز القوانين والتعمية على الأطفال وأولياء أمورهم مع معرفتهم بالطرق النظامية لإتمام عمليات التبني. إن القيام بعمليات اختطاف جماعية لأطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات واستغلال حالة الفوضى التي تمر بها مواطنهم يؤكد الشكوك في النيات السيئة التي يحملها القائمون على هاتين المنظمتين في حق هؤلاء الأطفال.
عندما ألصقت تهمة الإرهاب بمنظمات العمل الخيري الإسلامي (بحق وبغير حق) احترق بنيران هذه الاتهامات الأخضر واليابس من الجمعيات الخيرية الإسلامية في كثير من الدول وضاقت أفق واسعة أمام المنظمات الخيرية الإسلامية العالمية، بينما في المقابل يتعامل الغرب والشرق من ورائه مع انتهاكات بعض المنظمات الغربية على أنها حالات استثنائية وتجاوزات فردية فلم تسن القوانين وتشرع الأنظمة المقيدة للعمل والمحددة للحركة والنشاط ولم يتعامل العالم مع المنظمات الخيرية الغربية بمنظور الشك والريبة التي تعامل به مع المنظمات الخيرية الإسلامية.
إننا كمسلمين لا نرضى بأن تتحمل المنظمات الخيرية الغربية كلها جريرة هاتين المنظمتين ففي الإسلام لا يزر الواحد بوزر آخر لكنا نقف متعجبين ومتألمين من تحميل المنظمات الخيرية الإسلامية وزر أخطاء أفراد أو منظمات خيرية إسلامية لتعمم صورة سلبية عن العمل الخيري الإسلامي في ذهن العالم أجمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي