عكاز «ساهر»

بات المرء منا يقرأ بوتيرة يومية عن نظام ''ساهر'' المرور، وهو أمر عليه كثير من إشارات الاستفهام.
''ساهر'' نظام آلي لنظام مرور يستخدم نظما إلكترونية تغطي المدن الرئيسة في المملكة، ووظيفته ألا تغفو عينه عن سائقي المركبات المخالفة في المدن. 
إنه - أيها القارئ الكريم - نظام الضبط والمراقبة الإلكترونية للمخالفات للمتهورين والمخالفين والمسرعين وقاطعي الإشارة في بلادي.
وقد فُتِنَ ذهني منذ حين بعديد من التساؤلات في رحلتي للصين لمدينة ''قوانزوا'' حيث القانون في الصين إذا خالف السائق ست مرات تلغى رخصة قيادته لمدة خمس سنوات؛ ولذلك سائقنا ومرافقنا في الرحلة كلما تذمرنا من بطء قيادته للعربة كرر علينا خوفه ورعبه من فقد رخصة قيادته الصينية.
لماذا - نحن - احتجنا إلى نظام ''ساهر''؛ ليسهر على سلوكياتنا ويقومها ويردعها؟!
لماذا احتجنا إلى رقيب وعين ساهرة؛ لتقلص من سلوكياتنا في ارتكاب المخالفات المرورية حتى أصبحت مدننا تحتل أرقاما فاجعة من الحوادث ونخسر أرواحا ونضاعف الإعاقات في مجتمعنا؟
لماذا لم يفلح خطابنا الديني في تقويمنا؟ وفي كل عام لدينا 52 خطبة جمعة؟
أليس من تعاليم ديننا الرقابة الذاتية والحفاظ على الأرواح وأن الله رقيب على أقوالنا وأفعالنا؟ أليست مناهجنا تعلمنا سبل التعامل السوي؟ فلماذا احتجنا لساهر؟
إذا نحن بحاجة إلى نسخة من ساهر في سرقة أوقات الدوام، التي نخترع لها تقارير طبية للغياب.
نحن بحاجة إلى ''ساهر'' في الحاسب الآلي في مكاتبنا حتى لا نضيع وقت الدوام في التثقيف الذاتي والثرثرة على الشبكة العنكبوتية.
نحن بحاجة إلى ''ساهر'' في استخدامات المال العام والخاص في مكاتبنا وعرباتنا.
نحن في حاجة إلى عكاز ساهر في حياتنا اليومية!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي