نماذج وطنية مضيئة .. عبد العزيز بن سلمان

تعيش المملكة حقبة تاريخية على جميع الأصعدة, تتمثل في نجاحات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية عربيا وعالميا، وإصلاحات اقتصادية وتشريعية داخلية, وتمتد لتصل الحراك الكبير على مستويات العمل الخيري والاجتماعي, الذي أفرز لنا كثيرا من السمات المميزة التي يحملها أبناء هذا الوطن من حرص وتفان في تنشيط العمل الخيري والاجتماعي. وأبرز هذا الحراك الخيري الاجتماعي نماذج وطنية مضيئة تستحق الإشادة والثناء وتبعث على الاعتزاز والفخر, وتستحق منا جميعا الاعتراف بجهودهم وما قدموه من خدمات وطنية إنسانية, وقودها الرئيس جهودهم الفردية والجماعية للوصول إلى أهداف خيرية بحتة, ولا يريدون من ذلك جزاء ولا شكورا. وهذا الجهد الملاحظ يحتم علينا كمجتمع وكأفراد أن نبرز دورهم بشكل يساعد على خلق أمثلة نجاح تكون قدوة للأجيال القادمة بهدف رئيس وحيد هو الارتقاء بهذا الوطن والاهتمام بمواطن هذا الوطن.
وكجزء من الاعتراف بجميل تلك الأسماء المميزة, وكجزء من شكرنا جهودهم, وجدت من المناسب تخصيص جزء من هذه المساحة للتذكير ببعض تلك الأسماء المضيئة والتذكير بجهودهم الخيرية, وتلك الأسماء لشخصيات صادفني الحظ بالاطلاع عن قرب على تجاربهم أو تواترت الراويات عن جهودهم.
واليوم أجد نفسي مجبرا على إلقاء الضوء على رجل أفنى جل وقته وماله وعلاقاته الشخصية والاجتماعية في سبيل تطوير وإبراز جمعية غير ربحية, جمعية مبتكرة تهتم بشريحة ابتلاها الله بالفشل الكلوي, لكن تلك الشريحة وجدت في دور جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي ملاذاً ومسانداً لهمومهم ـ عفانا الله وإياهم - والجمعية التي يرأس مجلس إدارتها الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - أمير منطقة الرياض, حيث يعمل المواطن عبد العزيز بن سلمان المشرف على الجمعية ليل نهار في سبيل الارتقاء بالخدمات الصحية والعلاجية والاجتماعية المقدمة لمرضى الفشل الكلوي في جميع مناطق المملكة. وعندما سنحت لي فرصة الاستماع إليه قبل عدة أشهر خلال استضافة نادي «الاقتصادية» الصحفي له وملاحظة حماسه الكبير في إيصال رسالة الجمعية للجميع بشكل مخلص وصادق, منذ ذلك اللقاء وصولاً إلى حملة الشراكة بين جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي «كلانا» والشركاء من مؤسسات حكومية وأهلية وصل عددها إلى 113 جهة، التي أطلقها قبل أسبوعين الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس أمناء جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي.
إن وصول جمعية خيرية إنسانية إلى مسامع الجميع بطريقة اعتبرها ابتكارا مميزا في تشجيع العمل الخيري, وسهولة الوصول إلى ذلك من خلال التبرع لمساعدة مرضى الفشل الكلوي عن طريق خطة الرقم 5060, وهذه النظرة إلى العمل الخيري والإنساني تعدت مرحلة جمع التبرعات التقليدية إلى إدارة احترافية تسهم في نجاح المشاريع الخيرية واستدامة مواردها والوصول إلى محتاجيها, وفوق الإدارة الناجحة فإن الشغف الكبير الذي يظهره عبد العزيز بن سلمان في الإخلاص في عمله التطوعي, هو من وجهة نظري, مربط الفرس في نجاح العمل الخيري.
إن من حق الأجيال الشابة اليوم والأجيال القادمة أن ترى مثال نجاح يحتذى في جميع جوانب الحياة, وعمل عبد العزيز بن سلمان التطوعي الخيري يجب أن يذكر ويشكر ويشاع بين الأجيال, لذلك هو عبد العزيز بن سلمان الإنسان والمواطن المتطوع لعمل غير ربحي, الذي حقق النجاح والاحترام من باب جديد, باب يحتاج الوطن إلى ثقافته وأن يشجع أبناءه إلى الاهتمام بالجوانب الخيرية التطوعية الإنسانية, فهي نجاح للدنيا والآخرة.

إلى لقاء آخر مع نماذج وطنية مضيئة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي