شختك.. بختك.. هذه جامعتك!
يبدو أننا بحاجة إلى عراف لفك طلاسم "السستماتية" المستعملة لفرز المقبولين والمقبولات في الجامعات السعودية عموماً، ومنطقة الرياض وما حولها خصوصاً!
هناك متقدمون قبلوا بنسب كلية تراوح عند الثمانينات المئوية (اللهم بارك لهم ووفقهم)، فيما لم يقبل آخرون ممن لامسوا حاجز التسعين وتجاوزوه! مع أن (هذا) اختار، إلكترونياً طبعاً، تخصصا نظريا و(ذاك) حدد تخصصا نظريا كذلك! فكيف قبل الثاني في جامعة المجمعة، فيما لم يقبل الأول حتى في وادي الدواسر؟؟!!
والمؤلم أكثر، أن من قبلوا في جامعات ضمن المدن التابعة لمنطقة الرياض يحاولون الآن جاهدين أن يتعرفوا على التسهيلات المتوافرة في تلك المدن لكي يباشر أبناؤهم مهمة الدراسة الجامعية. فلا سكن للطلاب ضمن الحرم الجامعي، كما أن هناك نقصا كبيرا في الإسكان التجاري الذي يراعي احتياجات الطالب والمرحلة الأكاديمية الحرجة التي يخوضها وحيدا لأول مرة! ولا أثر لعيادة طبية جامعية، لم نقل مستشفى، كما أن المستوصفات الأهلية ستشكل عبئا كبيرا على موازنة طالب بكالوريوس مكافح!! ولا وسائل نقل من الحرم الجامعي وإليه عند نقاط معينة! الأمر الذي يعني اضطرار الأهل لتوفير وسيلة مواصلات، ليس بالضرورة أن تكون "كامري"، ولكنها حتماً ستكون سيارة بقسط شهري لا يقل عن 1500 ريال !!
هناك سؤال كبير يقول: لو تعرف الطالب بسهولة على مكان أقرب فوّال في تلك المدينة.. فكيف عساه سيجد سكناً في ظل محاربة المجتمع العقاري لفكرة إسكان العزاب؟!
وعلى كل مقبول، وتلاحظون هنا أنني أحاول الابتعاد عن تاء التأنيث ما أمكن، فهناك قصة أخرى عن مرافقة ولي أمر، ودموع، وفراق، وأحزان لا يمكن لمساحة كهذه أن تحتويها، لذا أعود وأقول.. على كل مقبول خارج مدينته أن يجهز قائمة استدلالية بما يلي:
- الطريق إلى أشهر مغسلة ملابس في تلك المدينة.
- الدرب إلى أشهر بقالة "لستة" (تقبل الطلب على الحساب).
- السبيل إلى أرخص مستوصف ممكن.
- "السليك" النافذ إلى أي عمارة تحتوي على شقق للعزاب.
- الوشيك الآخذ إلى أقرب مقرئ ومعالج بالتلاوة، لكي يقرأ على الطالب الجامعي عند إصابته بنوبات شقاء نفسي ناتجة عند عدم التكيف مع الوضع الجديد.
أنقل الميكروفون الآن إلى الأخ "ضمير" لنستمع سوياً لما يقول:
"نقرأ في الصحف أنباء عن توقيع عقود بمئات الملايين لتوفير سكن لأساتذة الجامعات في مختلف مدن المملكة، وهذا رائع! لكن متى سنسمع أنباء عن إتمام المدن الجامعية ومرافقها وإسكان طلابها بما يليق ويتمم معنى كلمة "جامعة"؟!".