أول أسبوع دراسي
أتوق إلى الجلوس مع الأبناء نهاية هذا الأسبوع لكي أسألهم كيف كان أول أسبوع دراسي لهم، وبطبيعة الحال فقد كانت هناك لقاءات متفرقة معهم تخللتها بعض التعليقات على بعض الأحداث المدرسية لأول أسبوع دراسي.
ففي أول أسبوع دراسي تنشغل الإدارات التعليمية بتوزيع الكتب والمطالبة بالأدوات المكتبية فتزدحم المكتبات من قبل الآباء والأمهات سعياً لتوفير تلك الاحتياجات والتأكد من تقديمها للأبناء حتى لا يبدأ الأسبوع ويسأل الأبناء عنها من قبل معلم الفصل ولا يجدها فالهم الأول للأسبوع الأول هو الكتب والدفاتر والأدوات المكتبية.
في أول أسبوع دراسي تنكشف فئة من الطلبة والطالبات ممن يعتقدون هم وعائلاتهم بأن أول أسبوع وآخر أسبوع في الدراسة هما من الأسابيع غير الرسمية فتجدهم لا يحضرون إلى المدرسة ليس لأنهم لا يريدون بل لأن لديهم قناعة بأن الأسبوع الأول لا قيمة له مثل الأسبوع الأخير.
في أول أسبوع دراسي تكثر الاتصالات الخاصة بالبحث عن الوساطات في إدارات التربية والتعليم سواء كانت للتسجيل أو النقل أو غيرها من الأمور المرتبطة بالطلبة والطالبات، وكأن كثيرا من الناس ينسى أن هناك فصلا دراسيا ولا يتذكر ذلك إلا بعد بداية أول أسبوع دراسي.
في أول أسبوع دراسي تحرص كثير من المدارس على إنهاء أعمال الصيانة فتجد الأسبوع الأول لا يخلو من إكمال بعض أعمال الدهان وإصلاح السباكة وصيانة الأجهزة الكهربائية خصوصا وحدات التكييف على الرغم من وجود فترة إجازة طـــــويلة قبل ذلك ولكن لا تظهـــــر تلك الأعطــــــال إلا في أول أسبوع.
في أول أسبوع دراسي تنطلق بعض المشاريع في بعض الشوارع لتزيد من شدة الزحام وتأخير الطلاب عن مدارسهم وعلى الرغم من وجود فترة إجازة طويلة إلا أن أعمال الصيانة لا تنطلق لبعض المشاريع إلا في أول أسبوع دراسي.
في أول أسبوع دراسي لا يتمكن الكثير من الطلبة والطالبات من تغيير برنامجهم الذي كانوا عليه خلال الإجازة فكثير منهم يحضر إلى الفصل وهو لم ينم ويتحين الفرصة لكي يضع رأسه على الطاولة ويأخذ قسطاً من الراحة.
في أول أسبوع دراسي لا يكون هناك استقرار في جدول المعلمين والمعلمات ولا يتم توزيع الجدول الدراسي على الطلبة والطالبات بشكل نهائي فتجد بعض الحصص مبهمة غير واضح مضمونها فتارة لمادة ثم تتغير لمادة أخرى ثم تصبح حصة رياضة مما يجعل الطلبة يفقدون الثقة في إدارة مدرستهم من أول أسبوع.
في أول أسبوع دراسي تتكرر الكثير من الممارسات الخاطئة التي نراها في بداية كل عام دراسي ولا نجد لها حلاً جذريا والخطأ فيها مشترك، فهناك مسؤولية على المدرسة وهناك مسؤولية على المنزل والصحيح هو أن يتحمل كل طرف مسؤوليته وأن يحرص على أن يضع الحلول المبكرة لجميع هذه المشاكل وأن يسعى جاهداً لئلا تتكرر في الأعوام القادمة.