خير أمة بالأفعال والأقوال

رحم الله سلطان بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته، فالقارئ لحياته يرى فيها دروسا وفوائد عديدة، يجد فيها المرء قدوة عملية لأي مسلم لمن أراد أن يترك علما ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له، وأحسبه كذلك.
فانظر إلى ما أنشأ من كراسي البحث والبرامج العلمية والمراكز الخدمية الطبية والتأهيلية. وتشمل كراسي البحث للتوعية الصحية وتدريب المعلمين في اليونسكو، هندسة البيئة في جامعة الملك فهد، تقنية الاتصالات، والحياة الفطرية، والدراسات الإسلامية المعاصرة، والمياه ومركزه لأبحاث البيئة، والمياه والصحراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، في جامعة الملك سعود، وغيرها، وبرنامجه لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو، وبرنامج الدراسات العربية والإسلامية في جامعة بركلي - كاليفورنيا، في الولايات المتحدة، وبرنامج التعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة أكسفورد، وغيرها.
ثم انظر إلى المشاريع الطبية، كمدينته للخدمات الإنسانية، حيث تقدم ''الخدمات العلاجية والتأهيلية والمساندة، مع تقديم برامج تعليمية وعلاجية للذين في حاجة إلى متطلبات تعليمية خاصة بسبب الإعاقة البدنية والاعتلالات التنموية والمشكلات الصحية المعقدة''. وهي مؤهلة لأن يضاف إليها كلية متخصصة في التأهيل الطبي والعلاج الطبيعي وغيره لكي تُخرِج من أبناء هذا الوطن من يحيي ذكراه ويكون في عمله أجر له ولهم إلى يوم القيامة. ومركزه لمعالجة أمراض وجراحة القلب في الأحساء، ومركزه للأورام وأمراض الدم في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض. أيضا، هو الراعي الأول للمستشفيات والمراكز الطبية العسكرية في جميع مناطق المملكة.
أيضا الجامعات ودور العلم، ومن أشهرها جامعة الأمير سلطان في الرياض والتي آمل أن تنشئ كلية للطب، ومركزا للأبحاث الطبية والصيدلانية باسمه تكريما له واستمرارا لمنهجه في دعم التعليم وتوطين المعرفة ومساعدة المرضى مع برنامج لتدريب الأطباء والممارسين الصحيين في جميع التخصصات. أيضا أرى أن يكون هناك وقف خيري باسمه لعلاج المرضى من المواطنين لتكون صدقة جارية له من أبنائه وقدوة لغيرهم.
وهنا يمكن لكل مَنْ ولاؤه لدينه ثم لوطنه وقادته أحياء وأموات، أن يعبر عن حبه له ولولاة أمرنا الكرام وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين أمد الله في صحته وعمره، بأن يشارك في /أو يدعو إلى أي عمل خيري لمنفعة المواطنين أولا ثم بقية المسلمين ثانيا والبشرية ثالثا. والحمد لله، فأهل الخير كثر في بلادنا سواء من ولاة الأمر أو المواطنين وعلى رأسهم قدوتنا جميعا حبيبنا وملكنا عبد الله بن عبد العزيز ناشر السلام، محب العدل ومحارب الفساد.
ما نعلمه عن سلطان بن عبد العزيز من أعمال الخير ودعم العلم والعلماء هو رأس جبل الجليد وما لا نعلمه من إنفاق وصدقة أعظم وأكبر. فرحمه الله وغفر له وتقبل دعاء جميع المسلمين له ولإخوانه.
فلنحول تقديرنا وحبنا لسلطان إلى أعمال تثمر لنا بركة وخيرا وصدقة جارية لنا وله، ونري الناس كيف تسيل الخيرات في بلادنا من جميع أفراد وأطراف هذا الوطن. ''كنتم خير أمة أخرجت للناس '' فلنري العالم أننا خير أمة بأفعالنا لا أقوالنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي