«فارس».. انقر وانتصر!

و''فارس'' هو اسمٌ لنظامٍ إلكتروني أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم، سيمكنها من إنهاء التعاملات الورقية خلال عامين من الآن! و''فارس''هذا، أيضاً، كلف الوزارة 280 مليونا! ومن اسمه.. يبدو أنه سيلعب دوراً إنقاذيا من منطلق قيادي.
الجانب الإنقاذي فيه اعتراف ضمني بأن الوزارة تعاني، وهذا جميل!
أما الجانب القيادي فهو الهاجس الأهم هنا لسبب! فتجربة المجتمع السعودي مع الحوكمة، أو تطوير المواقع الإلكترونية للجهات الحكومية، تجربة ليست بالنموذجية في كثير من الأحيان، وفي أحيان أكثر، هي تجارب تجلب الخذلان! فهل ستنجح التربية و''فارسها'' في قلب المعادلة وتصحيح الصورة؟!
نذكر جيداً ما أثير من صخب حول مواقع خدمية وجامعية (حكومية) كلفت أقل من هذا الرقم قبل سنوات، فما هو الحال يا ترى لو فشل ''فارس'' في ممارسة أي فروسية من أي نوع كان؟! هل سيسكت الناس عن جدوى إنفاق مثل هذا الرقم المهول إن لم تتحقق التطلعات؟ أشك في ذلك! وأعتقد أن على وزارة التربية أن تهيئ نفسها لانطباعات وانتقادات قطاع يبلغ عدد منسوبيه 400 ألف معلم ومعلمة، تقريباً، هذا دون الخوض في الوظائف الإدارية والمساندة والتعاقدية و''المستخدميّة'' وما إلى ذلك! أضف إلى جميع ما سبق عدد طلاب المدارس وأولياء أمورهم الذين يحتاجون إلى إنهاء معاملات لن ينهيها إلا ''فارس''! كل هذا سيجري قريباً.. في ظل سباق مع الزمن يبلغ من عمر فرصته.. عامين فقط، لا ثالث أو رابع لهما! ومقياس النجاح الوحيد هو: طمس الورق والملف العلاقي من المشهد التربوي والتعليمي حالياً وتاريخياً.. بالكامل، ودونما تراخٍ أو حتى شفقة!
أريد هنا أن أهمس في أذن ''فارس''.. بعد رفع الخوذة طبعا، إن سمح لي، وأقول:
كن شجاعاً، كن قائداً.. كن ملهماً! كيف سيحدث هذا.. لا أدري! ولكني هنا لأحفزك وأشحن البطل في داخلك! لا تدخر في سبيل إثبات فروسيتك أي رابط، أو أيقونة أو موقع صديق! المهمة شاقة يا صاحبي! ولكنك ند لها!
هذا حصانك الإنترنتـّي يمنحك صهوته.. فـ ''انقر'' وانطلق!
أمامك عشرات الألوف من المتربصين بتطورنا! والمنتظرين لإخفاقنا! والمستعدين لجلد ذواتهم قبل ذوات هممنا! باختصار:
أثبت لـ 280 مليون جندي أنك قائد قادر على تجسيد الحكمة التي تقول: ''الكثرة.. تغلب الشجاعة''! جسّد هذا بقيادتك إياهم إلى نصر يسطر نوعاً جديدا من الممكن، الواجب والمكفول!
أرجوك.. لا تكرر تجربة ''حافز'' و''ماهر'' و''ساهر'' و''سديد'' و''سريع'' و''أمين'' و''مكين'' و''رصين'' و''هادف'' و''عارف'' و''هادر'' و''ظافر''.. ولا حتى المغدورة ''جدارة''!
اختزالاً.. أثبت للجميع أنك ''فارس''!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي