أمطار .. ودروس لا تُفهم

بفضل الله، له الحمد والشكر مُطرنا هذه الأيام، وقد كان الخير تقريبا عاماً على أجواء بلادنا، ومتواصلا في تتابع سيعود على الأرض بإذنه سبحانه بالخير.

ومع هطول الأمطار لا نكاد نهنأ بفرحة المطر حتى ينغص علينا تبعات ذلك، من خلال ما يحدث من كوارث ومصائب نتيجة قوة وغزارة المطر.

من كارثتي جدة الأولى والثانية، يفترض أن تكون الجهات المسؤلة قد استوعبت الدرس و فهمت أن المطر اختبار حقيقي للبنية التحتية لأي مدينة، خاصة فيما يتعلق بمشاريع تصريف المياه، والطرق المارة ببطون الأودية.

قبل ليلتين وفي ثلاث محافظات من محافظات بلادنا،الدوادمي، الخرج، حوطة بني تميم، كشفت لنا الأمطار ما تعانيه البنية التحتية لهذه المحافظات من ضعف وسوء تنفيذ، ينبئ إما عن جهل في إدارة العمل أو عن أمور مخالفة للشرع والنظام.

في الخرج غرقت الشوارع،وأغلقت تماماً في سيناريو يتكرر مع كل موجة ماطرة، بل أن بعض الأهالي وصف ما حدث في الخرج قبل الأمس، بالأمر الكارثي والذي يشبه تمام ما حدث في جدة قبل عامين.حتى أن هنالك صور انتشرت لبعض الشباب وهم يستخدمون قوارب مطاطية للتنقل داخل الحي، في منظر مبكي ومضحك لما آل إليه لحال.

وفي الدوادمي و حوطة بني تميم وجدنا الطرق الرئيسية تقطعها السيول وتشل حركة السير، في صورة لا تتغير مع كل هطول للأمطار.إضافة للقرى والهجر التابعة لهاتين المحافظتين التي تكون في معزل عن العالم بعد كل موجة ماطرة قوية،نتيجة لقطع السيول الطرق إليها، فلا يستطيع ساكني هذه القرى والهجر الخروج أو الدخول لمنازلهم ومزارعهم، إضافة إلى انقطاع الخدمات الرئيسية كالكهرباء ووسائل الاتصال.

للأسف هذا هو الحال، صُور متكررة ودروس تعطى دون أن تُفهم.فهل لابد من أرواح تزهق حتى يتم النظر في مثل هذه الكوارث؟.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي