انعدام المسؤولية والاجتهاد في الوصفات الطبية
لكل إنسان وجهة نظره التي يطرحها مقابل موضوع ما وقد يكون الاختلاف ضارا في بعض الحالات، ولكنه ربما يكون مفيدا خاصة فيما يخص العلوم البحتة لأن الاختلاف فيها يضاعف من هامش المعلومات، وبالتالي يزيد الأفق عند الآخرين، ولكن على الصعيد الاجتماعي في الاختلاف قد يفتقد البعض الشعور بالمسؤولية وهذا ما يدفعهم إلى تبني أفكار خاطئة نتيجة للجهل ونقص الوعي وإقناع الآخرين بصحة ما يقولونه أو يفعلونه. ولعل المجال الصحي هو من أكثر المجالات دون مبالغة اجتهادا، حيث لا زلنا نرى نسمع وعن حالات مرضية كثيرة تعالج بوصفة طبية لم تكتب لها من الأساس، فهناك من يستخدم نوعا من أنواع العلاج في المنزل وهو مصاب بالسعال مثلا الأمر الذي يجعل جميع من في المنزل يستخدمونه إذا ما أصيبوا بالسعال أيضا، وذلك انطلاقا من اجتهادهم وليس بوصفة طبية خاصة بفرد منهم الأمر الذي يتحول كأبسط حد إلى حساسية معينة من العلاج أو أي ردة فعل عكسية يذهب ضحيتها الشخص، أما بعض الأشخاص فيعتقدون أنهم عندما يقفون أمام الصيدلية كأنهم يقفون أمام متجر للمواد الغذائية يختارون ما يحتاجون إليه وما لا يحتاجون إليه من الأدوية والكماليات المختلفة دون أدنى وعي بالضرر الناتج عن ذلك، ولعل أقل درجاته أن يصاب الفرد بطفح جلدي أو حساسية بسبب استخدام علاجات وكريمات ومراهم لم تخصص لعلاجه، وهناك حالات كثيرة ذهبت ضحية التجارب الطبية الذاتية، فالبعض حتى لا يكلف نفسه أن ينظر إلى مصدر السلعة أو البلد المصنعة فيها، بل والبعض الآخر ربما يرغب السلعة لأنها الأقل ثمنا. وفي جانب ثالث هناك حالات نراها باستمرار في حياتنا تلك الحالات تقوم بوصف الدواء وغيره من المستحضرات الأخرى لأنها قامت بتجربته ونجح، وليس غريبا أن يستقبل كثير من الناس تلك النصائح الطبية بصدر رحب ويطبقونها على أنفسهم دون أدنى مجال للوعي أو استخدام المنطق في إدراك الخطورة البالغة من جراء استخدام ما لم يسمح للإنسان استخدامه من قبل طبيب مختص، فالصحة أمر ثمين جدا، ولكن للأسف هناك الكثيرون ممن لا يدركون أهمية ذلك الأمر فيجعلون أنفسهم حقلا لتجارب غيرهم، ناسين أن هناك اعتبارات أخرى أهمها اختلاف الأجسام من حيث الأمراض كالسكر والضغط والقلب وعوامل صحية أخرى ربما تدخل في التعارض مع العلاج الموصى به من قبل غير المختص، الأمر الذي قد يؤدي إلى الجلطات أو الوفاة.
إن هناك الكثير من الوصفات الطبية الناجحة والتي نسمعها ممن هم من حولنا، ولكن نحتاج في كل الأحوال و قبل كل شيء إلى استشارة الطبيب المختص بل إن هناك أنواعا من الأعشاب البسيطة التي ربما تسبب فشلا كلويا أو التهابات معينة أو مشكلات في الكبد، وهذا يعني أن الأمر في غاية الخطورة، والطريق السليم لكل هذا هو أننا يجب أن نعرض كل ما نحتاج إليه على الطبيب المختص وهو الحكم الفاصل في ذلك.