المشروع التجاري وسيكولوجية الضحية

يعيش الإنسان وهو يحمل معه الكثير من الثغرات والسلبيات في شخصيته وتحكم عليه تلك الشخصية إما بالتخلص من تلك العيوب أو تكون الشخصية أضعف بكثير من ذلك فتظل تعاني من تلك السلبيات في كثير من مواقف الحياة، وبالتالي يبقى الفرد يدفع ثمن تلك السلبيات أو العيوب في مواقف متعددة يمر بها، وقد يصل الأمر إلى الإضرار بمستقبل الفرد وحياته المقبلة، فكثيرا ما نقرأ ونسمع ونرى عن سيكولوجية الاحتيال والنصب ولكن قليلا ما يكون ذلك عن سيكولوجية الضحية تلك التي تدفع الثمن وتعطي أولئك النصابين جهدها على طبق من ذهب باسم "حسن النية" والذي لا يندرج فعليا تحت حسن النية وإنما يندرج تحت عدم الإدراك الكافي للأخطار والأضرار المحيطة وعدم القدرة على تقدير مستوى الخطر، وقد نجد أن هناك من هم يحملون درجات علمية عليا إلا أنهم سرعان ما يخدعون من أبسط الناس عقلية ومكرا وهذا يعني أن الخبرة العملية هي الكفة الأرجح في تعليم الإنسان لمن أراد أن يعمل في مجال يكون رزقه من اجتهاده كالأعمال التجارية ولو سلطنا الضوء قليلا على عينة بسيطة من الموظفين الذين حولوا مسارهم من العمل الوظيفي إلى العمل التجاري لوجدنا أن التجربة ربما في كثير من الأحيان تصل إلى أن تكسر الشخص ماديا، بينما الشخص الذي لديه الخبرة في التعامل مع الآخرين منذ وقت مبكر كمسار أساسي لحياته هو أكثر نجاحا في الفطنة والوعي والإدراك لجميع المتغيرات المحيطة وهنا تكون نسبة الخسارة أقل احتمالا.
ولعل الحديث عن محك تجارب الحياة يطول إذا ما استعرضنا تجارب لأفراد خسروا مشروعاتهم ورؤوس أموالهم بسبب عدم وعيهم بالطرق التي تحفظ بها حقوقهم، ولو نظرنا إلى الواقع سنجد أن هناك من الناس للأسف ما زال في غنى بموضوع الثقة المالية بينه وبين فلان من الناس باعتبار أن فلانا هذا بالنسبة له بعيد عن الشبهات، ولكن بعد فترة يحدث ما لا تحمد عقباه و السبب في ذلك هو استبعاد أي احتمال سلبي، ولكن في الواقع البعض لا يستطيع أن يكافح تلك السمة التي أعتقد أنها تحسب سلبية إذا ما قسناها بميزان العمل التجاري ولا يعني ذلك أن نفترض السوء دائما وبلا مبرر لكن معادلة افتراض أسوأ الاحتمالات لابد أن تحدث من أجل تفعيل الخطة "ب" والتي يظل هناك من لا يؤمن بها فيسقطها من قاموسه، وهنا تكون الخطورة أصعب مما يتخيلها الإنسان بل والوضع يكون خارج السيطرة على أرض الواقع ولا يحتاج الفرد إلى كثير من المتغيرات لكي يخسر مشروعه ولكن يكفي عنصر المفاجأة تلك القنبلة الموقوتة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي