المطر صار خطر !!
هذه الحقيقة أصبحنا نخشى المطر ,فنحن في السابق كنا نفرح بهطول المطر ونستبشر الخير بقدومه,فمع سقوطه نخرج لاستقباله خارج منازلنا ,سواء كان ذلك في البراري, أو حتى داخل أسوار منزلنا ,أما الآن فالوضع اختلف كثيراً,فالتحذيرات أصبحت تسبق التبشيرات,سواء كان ذلك من قبل القطاعات الحكومية المعنية بالأمر ,أو من قبل الأهالي ,الذين أصبحوا يمنعوا أبنائهم من الذهاب للمدرسة في اليوم الممطر أو المحتمل أن يكون ممطر.حتى من مدراء المدارسة أصبحوا يخرجوا طلابها مع قدوم السحاب ,وبالتحديد مع أول زخات المطر !!
فوبيا المطر إصابتنا بسبب الكوارث السابقة التي حدثت في بعض المدن وبعض المحافظات,فبلادنا كما نعلم صحراوية تقريباً ,ولم نعتد إلا على رشات خفيفة من المطر,سريعاً ما تذهب,لذلك أهمل المسئول الاهتمام بتصريف السيول في الشوارع والإنفاق سنين طويلة,وقام مسئول أخر بردم الأودية,وتحويلها إلى مخططات سكنية سكن فيها البعض فجرفت منازل سكانها وقتلت البعض منهم !!
أهالي مدينة جدة عروس البحر الأحمر ,هم أكثر من أصابتهم فوبيا المطر ,يليهم أهالي مدينة الرياض ,فبعد هذه الكوارث التي إصابة هذه المدن فتح ملف فساد البنية التحتية التي لم تغلق إلى ألان ,ومع قدوم موسم الشتاء والأمطار ,بدئت معالم كوارث جديدة أخشى أن تحدث في مدينة رابغ والمدينة المنورة هذه الأيام من الأمطار التي سقطت ,وهذه مشكلة أخرى ,فالمسئولين لا يلتفتون إلى البنية التحتية الأساسية إلا بعد حدوث كارثة ,وبذلك ندفع الثمن غالي,وهو أرواح الأبرياء,التي لا ذنب لها سوى أنها كانت في مكان لا يوجد به تصريف للسيول !!
أتمنى أن يعود الزمن الذي نفرح به بسقوط المطر ,ويصبح المطر ضيفاً عزيزاً على قلوبنا ,والذي حوله المسئول المقصر إلى كابوس يرعبنا,ونخشى الخطر مع أو قدوم للمطر .