الأخضر والطابور الخامس
دعونا نتفق على أن المنتخب السعودي الأول لم يصبح ذلك المنتخب الذي نراهن عليه في مشاركاته الإقليمية والآسيوية على حد سواء، فالكرة السعودية بشكل عام لم تتقدم خطوات واسعة إلى الأمام كمثيلاتها الآسيوية ففي الوقت الذي لم يكن الأخضر يواجه صعوبة كبيرة في الفوز على منتخبات عمان وتايلاند، أصبح الفوز عليهما يشكل صعوبة كبيرة والأمر كذلك ينطبق على اليابان وكوريا اللذين أصبح الفوز على أحدهما مفاجأة لا تصدق!
في مباراة المنتخبين السعودي والأرجنتيني اندهش الأرجنتينيون من تشجيع الجماهير السعودية لمنتخب التانقو وعلق المدرب (سابيلا) عندما سألته عن رأيه فيما رآه من تشجيع لمنتخبه فقال: هذه زيارتي الثانية للسعودية وسبق أن حضرت مساعداً للمدرب (باسريلا) وكانت المدرجات خضراء وليست كما نراها الآن. قد يكون السر لدى ميسي؟!...
لم أعلق على حديثه ولكنني كنت متأكداً أن السر ليس ميسي بل ثقافة الجماهير هي ما تغير، فأصبح إعلام الأندية هو الذي يحرك الجماهير ويغير تركيبتها، وهذه الجماهير مع الأسف تستسلم لما يطرح من إعلاميي التعصب لتجد نفسها أخيرا تتمنى هزيمة منتخبها الوطني.
لا شك أنها ظاهرة خطيرة وتحتاج لحلول عاجلة أولها لن يتحقق إلا بتعاون المنابر الإعلامية بإبعاد وتهميش بعض من يطلق عليهم نقاد وهم لا يفرقون بين أن يصبح الإنسان ناقداً وأن يصطف في الطابور الخامس ويكون عاملا مساعداً في إسقاط منتخب بلاده.
في ليلة افتتاح كأس الخليج ... كنت أتنقل بين القنوات الفضائية كي أشاهد البرامج الحوارية ووجدت أن في كل برنامج (أراجوز) سعودي يحركه الآخرون كيفما شاؤوا، فعلى الرغم من أن مباراة المنتخب هي في اليوم الثاني إلا أن الأخضر كان محور الحديث، من ريكارد إلى ياسر إلى هزازي إلى الرشاوى، ووصولا إلى كأس العالم للناشئين.
لا أشك في أن هناك من يتمنى هزيمة المنتخب من الجماهير بعد أن سيطر على عقولهم (أصحاب العقد) والشخصنة ولكن على عقلاء الإعلام أن يتصدوا لمثل هؤلاء وإبعادهم عن الشاشة احتراماً لذائقة المشاهد!
نقطة توقف
- في تصريح لأحد البرامج الرياضية كان الأمير نواف بن فيصل حزيناً وهو يرى الجماهير السعودية ترتدي قميص منتخب الأرجنتين وهو يلعب أمام منتخب الوطن .... ما تنلام يا أمير!
- ما قاله الهريفي عن ريكارد وياسر ليس بمستغرب من فهد لأنه (ضد الجميع) المستغرب هو رد ياسر عليه من خلال الإعلام وليس الملعب.
- مسؤولية إدارة المنتخب السعودي والمدرب ريكارد تتتضاعف هذه الأيام بالعمل الفني وأيضاً الجانب النفسي الذي يعمل البعض على زعزعته للأسف.
- لا يوجد من هو فوق النقد ولكن عندما يتحول النقد إلى شخصنة فهذا ما يسمى بـ (لعب عيال)!