عبدالمجيد القحطاني .. العمل ليس عيب !

اقرأ هذه الأيام كتاب حكايات كفاح لدكتور كفاح فياض, يتضمن الكتاب مئات السطور عن أشخاص خلّفوا قبل رحيلهم بصمات في هذا العالم ستذكرها الأجيال كما ذكرها جيلي, والمحفز أنهم بدؤوا من الصفر.

بعد فشل لقاؤنا الأول, عدنا بالتخطيط للقاء مجددًا, أنا وصديقي نواف, والحمد لله تكللت بالنجاح وتم اللقاء على خير, لكن وقائع تلك الليلة لا زال حي, وكان لصداها الحجم الكبير, وأبرز ما تعلمته أن العمل ليس عيبًا ما لم يخرج عن إطار الكسب الحلال.

حضرت إلى المكان مُبكرًا -حتى لا أتأخر- بأقل من ساعة, جلست وحيدًا مُنتظرًا قدوم نواف.

تعرفت وأنا في حلقة الانتظار على شاب سعودي طموح يعمل نادلاً, قابلني بإبتسامة برَّاقة تكسو ملامحه أضفت على قلبي شيئًا من الانشراح, وبادلني معاملة حقيقة لو كنت مالك محل تجاري لتعاقدت معه للعمل لأنه سيكسبني الكثير من الزبائن وهذا الهدف, تبادلت معه حديث ودي سريع, ولقد كان حديثه كما قالوا: يُبري العلّة, ما كتبته رصف للواقع وليس تأليف من وحي الخيال, قلت في نفسي لن أتوقف بالحديث معك إلى هذا الحد, أنتم القراء شاركوني الشعور بخيالكم.

عندما قدم المُنتظر صافحنا الأيدي ومن ثم تبادلنا الأحاديث والضحكات سويًا, وعندما كان عبدالمجيد ينتظر واقفًا طلباتنا وبيده كتيب وقلم, أشرت إليه مُعرفًا عليه وبفخر أقولها: هذا سعودي على فكرة, مما أصابهم في حالة من الفرح المبطن تُرجم بالدعاء عن طريق اللسان وهو يرد: آمين يا رب.

الشاب السعودي عبدالمجيد القحطاني لم يعكر صفوه أو يزعجه موضوع زي الطباخين, والمزعج أن معظم شبابنا يزعجه ذلك ومستعدين أن يعيشوا بلا مهنة ولا يمارسون مثل هذه المهنة الشريفة, غير مستحيل أن يمتلك عبدالمجيد في المستقبل سلسلة مطاعم شهيرة, ويصبح رجل أعمال يصرف مرتبات موظفيه عكس ما كان ينتظر راتبه كل شهر نهاية الشهر, وكما تعلمون بأن كلمة مستحيل مستبعدة إذا واجهت قدرة الله سبحانه وتعالى, بصراحة اعترفت لهم جميعًا بأنني اقرأ كتاب حكايات كفاح وأنصح بقرائته لكل من يريد أن يصبح رجل أعمال يشار له بالبنان, قصص وحكايات لشركات عالمية مثل أديداس ونايك وماكدونالدز ومرسيدس ونوكيا وأبل, إلخ.

علمنا عبدالمجيد القحطاني درسًا لا ينسى, وأعجبت فيها من شخصية يمتلكها, دار بيننا الكثير من الود والحب والاحترام, وكانت ليلة خالدة مخلدة في الجمال, أثنيت عليه وهو دون شك أهل لذلك الثناء والإطراء, وألا ليت الفرصة تكون سانحة بأن يقدم تجربته المهنية لجمع المتقاعسين متبعين الأهواء والرغبات الشخصية وما تمليه الأنفس.

قبل توديعه قلت له كلام ظاهرة حُب وباطنه شوق وأعلم بأن ما قلته له قليل في حقه, ثم بعدها بدقائق ودّعت صديقي نواف ومن معه وعدت
أحمل ابتسامة وفرح ونور.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي