الأمن الغذائي للمملكة

في لقاء مع صحيفة "الجزيرة" أكد المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء أن الأمن الغذائي للمملكة لا يمكن تحقيقه من خلال عمليات الزراعة، وأن تخزين الحبوب الزراعية هو الإجراء الأكثر سلامة لتأمين احتياجات المملكة من الغذاء.
أمن المملكة الغذائي يمثل معضلة شائكة للغاية، فمن ناحية إذا حاولت المملكة أن تحقق الاكتفاء الذاتي من خلال إنتاج الغذاء محليا، بصفة خاصة القمح، فإنها ستفقد رصيد مياهها الجوفية سريعا، معرضة أمنها المائي لخطر عظيم. من ناحية أخرى، فإن الاعتماد على الخارج بشكل كامل أو شبه كامل يعرض أيضا الأمن الغذائي للمملكة لمخاطر عديدة، ناجمة عن التقلبات المناخية والاضطرابات السياسية واضطرابات الأسواق بصفة خاصة نتيجة عوامل المضاربة... إلخ.
بين هذين الخيارين قد يوجد حل وسط يؤمّن احتياجات المملكة من الغذاء ويحافظ في الوقت ذاته على ثروتها المائية من النضوب، وهو الاستثمار الزراعي في الخارج، فهناك العديد من الدول النامية التي فيها مساحات كبيرة صالحة للزراعة وفي حاجة إلى استصلاح لتتحول إلى مزارع كبيرة تدار وفق أحدث النظم الزراعية وتعتمد على تقنيات الإنتاج الكبير.
قيام المملكة بالاستثمار في هذه الدول سيحقق لها العديد من المزايا، أهمها رفع مستوى ناتجها القومي وزيادة مستويات التوظف فيها، أما بالنسبة للمملكة فإن أهم المزايا هو تأمين احتياجاتها من الغذاء، أهم مخاطر هذا الخيار، وهو احتمالات تغير النظم السياسية وهو خطير يميل إلى التراجع في عالم اليوم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي