خبراء في الألقاب

بما أننا في زمن الألقاب والتفاخر بالمسميات الرنانة التي باتت تسبق اسم كل من دوَّن اسمه في سجلات كرة القدم أو انضم إلى رجال القانون لفترة محدودة أو مواسم كثيرة، تعرض للإيقاف خلال مسيرته الرياضية أم لم يتعرض! شنت عليه الحملات الإعلامية أم لم يكن يستحق حتى مجرد المديح من أحد! فإننا لن نستغرب وقوف الوسط الرياضي ضد آرائه ونقده وتحليلاته الفنية والتحكيمية باعتبار أن لا تاريخ يشفع لهذا الذي توارى تحت مسميات الخبير والمستشار والناقد والمحلل وبات يقدم تضليلاً وخداعاً كبيراً لمشاهد أصبح هو المحرر والمصور والمدون والناقل لأدق التفاصيل وعن وعي كامل ودراية تامة بما يحدث في الوسط الكروي.
مشكلة هؤلاء الخبراء والمستشارين - كما يزعمون ويدعون- لا تقتصر على تاريخهم الرياضي الذي لا يشفع لهم على الإطلاق بالتقييم أو التحليل أو القراءة النقدية الرصينة التي تقدم للوسط الرياضي آراء ومقترحات وأفكاراً جديرة بالاحترام والنقاش وتكون محوراً مهماً في البرامج الرياضية، بل تتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد من ذلك وهو ما نخشاه بالفعل في وسط كروي لا يحتمل مزيداً من التعصب والتشويه والإثارة الرخيصة التي أصبحت هي المحرك تتحكم بأمثال هؤلاء في هذه القناة أو تلك الصحيفة أو عبر حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.
في سياق هذا التدافع الكبير ممن ارتأى لنفسه مسمى ولقباً لا يتناسب مع ما قدمه في الوسط الرياضي لا يمكن أن ألقي بالملامة على أمثال هؤلاء فقط، بل في رأيي أن المسؤولية تنسحب على وسائل إعلامية منحتهم الضوء الأخضر، واشتركت في أن يتصدر هؤلاء المشهد من أجل استعراض تجاربهم الفاشلة سابقاً، وتمرير تعصبهم داخل الوسط الرياضي!
الكشف عن هؤلاء الذين يتلونون بألوان فرقهم تحت شعار المسميات وعالم مليء بالمترادفات في هذا المجال لن يحتاج إلى عناء أو تمحيص، ولن يتطلب عودة إلى اللوائح والقوانين، بل رأيناه يتحقق بسهولة كبيرة من ذلك المشجع البسيط في مباراة النصر والشباب السابقة؛ ذلك المشاهد الذي قرر أن يدعم فريقه بالحضور إلى الملعب عبر لقطة فيديو أو صورة تعيدنا إلى زمن الهواة، لكنها تقدم دروساً حقيقية لهواة المسميات والألقاب، وتغير بالفعل من قناعات كل من أصبح يفتي ويقرر ويجزم ويؤجج الشارع الرياضي بتقييمه التحكيمي وآرائه المتعصبة التي لم تعد تليق بلقبه الذي يحمله!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي