فيروسات.. حيّرت حضارات !!

«هي الأدق، لكنها الأذكي والأخطر».
أسمع وأقرأ، كغيري، عن مدى الذعر والهلع الذي أصاب البشر جراء مرض أنفلونزا الطيور، ومن بعده مرض أنفلونزا الخنازير، ليس لأنهما مرضان فالأمراض كثيرة، ولكن لأنهما من فصيلة الأمراض المتحورة، وكلاهما من فعل فيروس دقيق لا يُرى بالعين المجردة، ولذا هداني ربي نحو وقفة تأملية فيما أسمع وأقرأ، وددت أن أنقلها إليك عزيزي القارئ، حتى لا أكتم عنك ما أظنّ أن فيه خيراً لي ولك، من باب التذكرة التي تنفع المؤمنين.

لقد أفاض الباحثون والمعالجون والمهتمون في الحديث عن المرضين، وأسبابهما وكيفيه انتقالهما، وطرق الوقاية منهما، ولكنهم أهملوا، وهم يصدّرون إلى الناس أحاديث الرعب والخوف من الخطر الداهم الذي يحيط بهم من كل اتجاه، الحديث عن ملمح إيماني كان يجب صرف قلوب الناس إليه لتبيان الحكمة الإلهية من وراء ما يحدث، فوراء كل شيء حكمة ولو كان وباءً!. نعم، إن لكل حدث يقع في حياة الناس عِلّة، لأنه يقع بقدر، ولكل قدر حكمة بالغة تُساق في طي الحدث كجرس إنذار، كي يتذكر الناس بعد نسيان، ويستفيقوا بعد غفلة، ويستغفروا بعد معصية، ولا يقبض على تلك الحكمة إلا الذين يوقنون بأن يد القدرة الإلهية المُطلقة وراء كل ما حدث، وما سوف يحدث.

أقول ذلك، وأنا أدرك، كما يدرك المؤمنون بالله أن جنود الله في كونه لا تُحصى ولا تعد، ولا يعلمها إلا خالقها سبحانه، ومنها تلك الفيروسات الذكية التي أضجت مضاجع البشر وأطارت النوم من عيونهم، نعم هي ذكية، ولكن أين عقلها الذي به تفكر؟!، أين عقلها الذي يُمكنها من مواجهة حيل البشر بالقضاء عليها، فتضحك على الخلية الحية وتخترقها وتأخذ نفس خصائصها، فلا تقدر العقاقير المضادة على اكتشافها؟!، أين عقلها الذي يهديها إلى التحور من وقت لآخر لمجابهة مخترعات العلماء من العلاج؟!. ويبقى السؤال مطروحاً..

- من الذي علم هذا الكائن الدقيق كل هذه الحيل؟!!.

- من الذي لقنه كل هذا الدهاء، حتى أجهدت تصرفاته الذكية عقول أبرع علماء البشر، فعجز عن مواجهته، على الأقل في الوقت الراهن؟!!.

- من الذي علّمه أن يحارب البشر وهو لا يملك سلاحاً نووياً ولا كيماوياً ولا بيولوجياً؟!!.

- من الذي علمه فنون القتال ومهارات المبارزة؟!!.

- من الذي اختار ساحة المعركة حيث صحة الإنسان، حيث لا صاروخ يجدي ولا مدفعاً؟!!

إنني أرى الإجابة تجري على لسان كل من قرأ تلك الأسئلة بشيء من التأمل.. إنه الله.

أيها الأعزاء، سوف تظل السماء تذكر الناس بضعفهم إلى يوم القيامة لعلهم يرجعون، فمع كل تجبر، وطغيان، وعصيان، وتكبر، وغرور، تسقط تلك الرسائل سيلاً على رؤوس بني آدم لعلهم يتذكرون ضعفهم إلى جوار قوة الله، ويتذكرون ذلهم أمام عظيم سلطان الله،ويتذكرون فقرهم أمام غنى الله. إن من الحكمة أن نقرأ تلك المحن بتلك الطريقة، لنعرف على وجه الدقة من نحن؟!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي